خاطرة مسجدية (  1 ) : من قصص شباب الصحابة

- جاء في مختصر تفسير ابن كثير في تفسير قوله تعالى : " وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ {198} " ( الأعراف 198 ) . قال : ..... كان ( معاذ بن عمرو بن الجموح ) و ( معاذ بن جبل ) رضي اللّه عنهما ، وكانا شابين قد أسلما لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المدينة ، فكانا يعدوان في الليل على أصنام المشركين يكسرانها ويتلفانها ويتخذانها حطباً للأرامل ، ليعتبر قومهما بذلك ، ليرتأوا لأنفسهم ، فكان لعمرو بن الجموح ، وكان سيداً في قومه ، صنم يعبده ويُطيبه ، فكانا يجيئان في الليل فينكسانه على رأسه ، ويلطخانه بالعذرة ، فيجيء ( عمرو بن الجموح ) فيرى ما صُنع به ، فيغسله ويطيبه ويضع عنده سيفاً ويقول له : انتصر ، ثم يعودان لمثل ذلك ويعود إلى صنيعه أيضاً ، حتى أخذاه مرة فقرناه مع كلب ميت ، ودلياه في حبل في بئر هناك ، فلما جاء عمرو بن الجموح ، ورأى ذلك نظر، فعلم أن ما كان عليه من الدين باطل ،  وقال : 
تاللّه لو كنت إلهاً مستدن                 لم تك والكلب جميعاً في قرن
ثم اسلم فحسن إسلامه ، وقتل يوم أحد شهيداً رضي اللّه عنه .

- فالشباب في كل عصر هم من يُبدعوا في نصرة دينهم ، ومن يُنغصوا على من يُناهض الإسلام عيشه  ، ويقضوا مضجعه ، ويُؤرقوا نومه .