يعتقد كثير من الأمهات أن تربية الذكور تحدٍّ أكبر وأكثر صعوبة من تربية الإناث، لكن الحقيقة أن التحدي لا يعتمد على جنس المولود، بل على طريقة التربية وشخصية الطفل، وعلى الرغم من الاختلاف الجذري بين طبيعة الذكر والأنثى إلا أن تربية كليهما تظل تحديًا صعبًا وخصوصًا في عصرنا هذا.

وتوجد عوامل كثيرة إيجابية يجب عليكِ اتباعها عند تربية طفلك الذكر، في هذا المقال نلقي الضوء على أهم عامل مؤثر في تربية الأولاد ونشأتهم وتأثيره على مستقبلهم بالكامل.

للأسف الشديد القسوة وتجاهل المشاعر من أكثر الأشياء التي يركز عليها الآباء والأمهات في تربية الأولاد، على عكس البنات اللاتي يحصلن على اهتمام مبالغ بمشاعرهن وخوف أكثر من اللازم في بعض الأحيان.

هذا الخطأ الشائع سيكلفنا الكثير في المستقبل كما كلف الأجيال السابقة، فنجد معظم الرجال اليوم يتعاملون مع المشاعر بالتجاهل والإهمال مع زوجاتهم أو بناتهم أو أمهاتهم وقبل كل هذا مع أنفسهم.

الولد والبنت كلاهما في مرحلة الطفولة يحتاجان للقدر نفسه من المشاعر والترابط النفسي، فلا يوجد معنى ولا فائدة من تدريب الولد على قوة التحمل والقسوة وعدم إظهار البكاء وهو لا يزال في مرحلة الطفولة، فهو يحتاج أيضًا للتعبير عن حزنه وغضبه وخوفه وألمه.

 ونجد كثيرًا من الأمهات في النادي أو المدرسة لا تفارقهم عبارات مثل: "أنت رجل يجب أن تتحمل"، و"لا تبكي أنت أقوى من ذلك"، وغيرها من العبارات التي تبدو في ظاهرها تحفيزية لكن تأثيرها السلبي كبير، تلك العبارات توصل رسالة لطفلك بأنه غير مسموح له التعبير عن مشاعره في صور مثل البكاء أو الخوف، ويكبر معه هذا الشعور وكلما تقدم في العمر يتعامل مع المشاعر باستياء وتجاهل ولا يستطيع تحملها من المحيطين به خصوصًا من الإناث، والكارثة الأكبر أنه لن يستطيع التعبير عن مشاعره وإخراجها بصورة سلسة بعد ذلك.

العاطفة وتفهم المشاعر السلبية والإيجابية أهم ما يمكنك منحه لابنك في مرحلة الطفولة، ولا تخافي من أحاديث المحيطين بك بأنه لن يكون رجلًا وسيصبح مدللًا، فهناك فرق كبير بين تفهم مشاعر طفلك ومنحه فرصة للتعبير عنها دون تحجيمه وبين تدليله وإعطائه كل ما يريد. ومبدأ التدليل ينطبق على الذكر والأنثى كتفهم المشاعر تمامًا، المشكلة في المجتمع المحيط لذا ننصحك بتجاهله وتربية طفلك بالطريقة الصحيحة وإن كانت ضد كل التقاليد.

استمعي لطفلك جيدًا، وتحاوري معه، واتركي له مساحة كافية للتعبير عما يشعر بغض النظر عن الموقف.
اجلسي بجواره وعلى مستوى عينيه عند الحديث معه وانظري إليه، واجعلي كل انتباهك مع طفلك في تلك اللحظات.
تجاوبي معه بانفعالات على وجهك عندما يتحدث عن مشاعره، ليشعر بالراحة في الحديث وبتفهمك مشاعره وإحساسه.
اهتمي بالأحضان والقبلات، فهما أفضل طريقة لإيصال مشاعر الحب والتفهم لطفلك.
امنحيه فرصة للتعبير عن حزنه وألمه وخصوصًا أمام الناس، وعندما يسقط طفلك في التمرين اذهبي إليه واحضنيه وتجاهلي من يقول لك اتركيه ليتعود، عند الإصابة والشعور بالألم يحتاج طفلك لمن يفهم مشاعره في تلك اللحظة، ويقول له بشكل مباشر أو غير مباشر: "أنا أشعر بألمك وسنتجاوزه معًا".
أخيرًا، الأطفال نعمة من الله والتفرقة في المعاملة والحب بين الولد والأنثى بزعم اختلاف طبائعهم ظلم للطفل، فالاهتمام بالمشاعر والحب غير المشروط أعظم ما يمكنك منحه لطفلك لينشأ بنفس سوية ومتزنة.