نحن جميعا أحوج ما نكون إلي مودة و رحمة فيما بيننا , بالأخص بين الزوجين , نحرص أن تستمر هذه المودة طوال حياتنا , قد تقل في بعض الأحيان بسبب كثرة الضغوط و المشكلات علي الزوجين  , لكن على اية حال يجب أن نأخذ بالأسباب كي تستمر المودة و لا تهجرنا المحبة .
 
وكما تحدثنا في المقال السابق عن أمور لاينبغي على الزوجة أن تحدث فيها زوجها ، فهناك أمور لا ينبغي للزوج الحديث فيها مع زوجته , فالحديث فيها لا يفيد بل قد يضر ، لذلك اقول له : ايها الزوج :
 
لا ينبغي لك أن تفعل كما يفعل الكثيرون مع زوجاتهم أن تحدثها دائما عن رغبتك في الزواج الثاني , و تتعمد تهديدها بذلك كلما وجدت منها بعض التقصير !
 
عليك ان تعرف أولا سبب التقصير , فإن كان بسبب كثرة مشغولياتها فأعنها في ذلك ، ولا تلق عليها كل المسئوليات , و قسم المهام ليكون لها قسط من الراحة وفرصة للاهتمام بنفسها , بذلك تعينها و سيرجع ذلك عليك  .
 
ولا تحدثها بكلمات توحي بفشلها , و أنها ليست واعية أو أنها سبب انهيار الأسرة وعدم تقدمها , فالواقع أنها تبذل قصارى جهدها طوال اليوم لتصبح ناجحة ، ثم هي في آخر اليوم لا تجد منك كلمة شكر بل تعنيفا وتوبيخا وشعورا بعدم الرضا !
 
لا تحملها مشكلة فشل أحد أبنائك وحدها , سواء أكان هذا الفشل دراسيا أو أخلاقيا , و تتهمها دائما أنها السبب في ذلك , فسبب المشكلة مشترك بينكما ، وإن كان هي عليها الخدمة والرعاية ، فواجبك أنت الملاحظة و المتابعة و التقييم , فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته هكذا علمنا نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم , فهيبة الرجل بالبيت أقوى من هيبة المرأة , و الأطفال يعلمون له حسابا ، خاصة إن وجدوا منه المتابعة .
 
لا تقارنها بهذه السيدة أو تلك ، ايا كانت ، ولا تمتدح غيرها ، لنجاحها فيما يخص المستوى العلمي أو الاجتماعي أو قيادة البيت , فكل ذلك يشعرها أنك تنظر إليها نظرة نقص , رغم تفانيها معك و مع الأبناء ، فانتبه ..
 
لا تحدثها بكلمات  تشعرها بالاستغلال والطمع لما لها من مال أو مثله ، خاصة لو كانت موظفة أو عاملة , فأنت رب البيت المسئول الأول علي الانفاق , إلا إذا هي من نفسها قدمت و ساعدت .
 
و عليك أن تعلم أن أى مال تدخره من عملها فهي عادة لا تنفقه إلا علي اسرتها , فهي دائرة مغلقة تتصل في النهاية ببعضها , فأولى لك ألا تظهر في عينيها بصورة المستغل , واجعلها تنظر لك كقائم بحق مسئولياتك ..
 
لا تتحدث لزوجتك بحديث يقلل من شأن أهلها , سواء كان أبا أو أما أو أخا أو أختا , فهي إن رفضت أن تفصح لك بلسانها ، تسر داخلها غضبها و حزنها منك , فلا تجعل الود يوما بعد يوم يتعكر.
 
لا تتحدث معها - إذا شعرت بالملل منها - ذاكرا كلمة الفراق أوالطلاق , و لا تهددها بذلك , لأنها في ذلك الوقت تشعر منك أن من السهل عليك أن تتنازل عنها في أى وقت , و أنها رخيصة عندك , مما يجعلها تأخذ حذرها  منك , و ستجد منها سلوكيا يغضبك , غير تغير نفسها من ناحيتك .
 
لا تحك لها عن تجاربك العاطفية القديمة , فهي قد تبتسم لك أثناء الحديث لكن داخلها غضبان , فالصراحة بين الزوجين لا تبيح ذكر مثل هذه الأمور التي توغر الصدر , الماضي صفحة يجب غلقها  .
 
ان الزوجة في الأسرة  كمثل القلب للانسان , فإذا وجدت الرعاية و الاهتمام و الحب و العطف و الحنان ممن حولها , و التعاون بين جميع الأفراد معها أبدت خيرها وبذلها و أحسنت فيما عندها , و قدمت و تفانت بحب و سعة صدر , فأنبتت أسرة متماسكة متحابة قوية البنيان , ودور الزوج من أهم الأدوار فتصرف حكيم و كلمة طيبة منه تحصد وجها بشوشا و يوما مشرقا مضيئا .