نافذة مصر
زوجة الدكتور أحمد عارف
سألت زوجي -أكرمه الله وفك أسره وكل أسرى المسلمين- قبل اعتقاله متعجبة عن تركيبة علماء السلاطين فذكرني بمحنة خلق القرآن..
في وقت المحن يجبن حتى العلماء بل ويخضعون للتهديد ولا يصمد إلا الأبطال الأحرار
فمن ثبت من العلماء على مذهب أهل السنة في هذه المحنة لم يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة أبرزهم الإمام أحمد بن حنبل.., أما باقي العلماء فقد أخذهم بالتهديد الخليفة المأمون فاستجابوا لقوله وأمنوا على مذهب المعتزلة
يروي ابن كثير "وكان من الحاضرين من أجاب إلى القول بخلق القرآن مصانعة مكرهًا لأنهم كانوا يعزلون من لا يجيب عن وظائفه، وإن كان له رزق من بيت المال قُطع، وإن كان شيخ حديث روع عن الإسماع والأداء، ووقعت فتنة صماء ومحنة شنعاء وداهية دهياء فلا حول ولا قوة إلا بالله"
وبالطبع لم يذكر لنا التاريخ إلا صمود العلماء الأبطال فالإمام قدوة في التضحية والبذل والتحمل يتأثر به الناس وكان يجتمع له جمهور كبير من الناس ينتظر ماذا يقول أثناء عرضه على "جلسات التحقيق" لمحاولة إثناءه عن رأيه
بل ومن العجيب أن بعض "علماء" عصر أحمد بن حنبل أفتوا ب"كفره"ووجوب قتله!!!
وظل يعذب في ثلاث عهود ويجيب المشفقين عليه (سيسير الناس على سنتي لذلك لن أفعل ذلك)حتى تولى الخليفة المتوكل فأفرج عنه , وثبت  , وثبت من وراءه الناس , فأظهر الله به السُـنَّـة ، وأمات به البدعة ، وكشف عن الخلق تلك الغُمَّـة
أما من رضخ من العلماء وتابع عوقبوا في الدنيا قبل الآخرة ف(أهمل المحدثون أمرهم وأنزلوا رتبهم وعدُّوا ذلك عيبًا من عيوبهم )
*وقفة
كما أن الإمام أحمد ثبت الناس فقد ثبته نفر من عامة الناس لا نعلم أسمائهم ولا ألقابهم
يقول الإمام أحمد أنه عرض لنا رجل، فقال: أيكم أحمد ابن حنبل؟ فقيل: هذا، فقال: يا هذا ما عليك أن تقتل هاهنا وتدخل الجنة، ويقول الإمام أحمد: ما سمعت كلمة مذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها قال : يا أحمد إن يقتلك الحق مت شهيدًا، وإن عشت عشت حميداً فقوَّى بها قلبي..
*تعليق
من يبحث عن  فتوى تريح ضميره المتخاذل وقت المحن هيلاقي في كل عصر من انضم -طوعا أو جبرا- لعلماء السلطان
لكن من  يتقي الله "يجعل له فرقانا" يميز به بين الحق والباطل بل وقد يكون هذا التقي من عامة الناس سببا يثبت الله به علماء ودعاة الطريق الحق , اللهم ثبت علماء الحق كما ثبت ابن حنبل وافضح علماء السلاطين ولا تجعل لهم على خلقك سبيلا..