مع نهاية عام 2025، تتزايد شكاوى المصريين من أوضاع معيشية صعبة، وعجز عن توفير مستلزمات أساسية، ومعاناة بملفي التعليم والصحة، مع تفاقم نسب الفقر، والغلاء، وتراجع معدلات الدخل، وانخفاض القيمة الشرائية للجنيه، وتقليص دعم الوقود والغاز والكهرباء، وزيادة الضرائب، والتوجه الحكومي نحو إنفاق ترفي.

 

أزمات مجتمعية وقبضة أمنية

 

وتزامن ذلك مع أزمات مجتمعية حادة بينها: تراجع نسب الزواج، وارتفاع معدلات الطلاق، وانخفاض نسب الخصوبة، وانتشار ظواهر البلطجة، والسرقة بالإكراه، وانتشار أنواع خطيرة من المخدرات، وتوزيعها علنا، في ظل غياب شرطي وتوجيه القبضة الأمنية للمعارضين، وغلق المجال العام والتضييق على السياسيين والأحزاب، واستمرار اعتقال أكثر من 60 ألف مصري لأكثر من 12 عاما.

 

بصوت عالي: ارحل

 

دفعت تلك الأوضاع المصريين بالأسواق وفق رصد "عربي21"، للانتقال من التهامس عن سوء الأوضاع للحديث العلني المطالب برحيل رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، الذي وعدهم بالرخاء منذ قاد انقلابا عسكريا دمويا على الرئيس الشرعي محمد مرسي، منتصف 2013، بحجة سوء أوضاع البلاد.

 

والجمعة الماضية، أطلقت صفحات "GenZ002 Of Egypt"، حملة بعنوان: "مطالب الشعب"، بمنصة "ديسكورد"، مطالبة برحيل السيسي، ودعت الشباب لمناقشة وسائل رحيله.

 

حراك الجيل الجديد: الأمل أقوى من الإحباط

 

تفاعل النشطاء والصفحات الشبابية مع هذه الدعوات بشكل واسع، حيث أكدت صفحة "صدى مصر" أن روح يناير لا تزال حية: "يناير علمتنا إن الأمل أقوى من أي إحباط… وإن اللي عاشها صعب جدًا ييأس. وكشفت لنا إن مفيش حاجة اسمها “نص ثورة” ولا “تغيير نص كم”. وفتحت عين الناس على الدولة العميقة، والعائلات اللي ماسكة الحكم، والسردية الواحدة اللي اتفرضت من زمان. باختصار… يناير لسه عايشة، وجوا ناس كتير أكتر مما نتخيل".

 

 

وفي بيان لافت، أعلن "جيل زد المصري" بدء مرحلة جديدة: "نبدأ علي بركة الله مرحلة جديدة لا يُدار فيها الوطن بالفساد ولا تُختصر فيها كرامة الناس في وعود مؤجلة أو شعارات مستهلكة. مرحلة جديدة يتكلم فيها الشعب بصوت واحد، محدش هيمن علينا بحقوقنا .. حقوقنا هننتزعها وهناخدها بقوة . انضموا لينا علي الديسكورد عشان تشاروكنا في نقاش #مطالب_الشعب الساعة التاسعة مساءاً بتوقيت القاهرة الرابط في التعليقات #مطالب_الشعب".

 

 

كما أكد حساب "الرادار المصري" أن: "كابوس #السيسي.. شباب جيل Z مستمرين في خطوات سقوط النظام ورجوع الكرامة لمصر وللمصريين #يوم_الكرامة #هانت".

 

 

رسائل سياسية: لا لليأس ولا للانبطاح

 

علق السياسي يحيى موسى على دعوات اليأس قائلاً: "الأمل واليقين بانتصار الحق هو منة وفضل من الله نحمده عليها... اليأس والإحباط هو ضعف وابتلاء... أما أولئك الذين يروجون لليأس وينشرونه بين الناس تحت غطاء زائف من الواقعية والعقلانية فهم كمصاب يأبى إلا أن ينشر الوباء بين الجميع". وتساءل: "هل حاز الضعفاء والخانعون إلا الذل والبؤس والشقاء في كل زمان ومكان؟"، مشدداً على أن "قانون الأرض هو التدافع لمن أراد البقاء أو الكرامة فيأسكم وإحباطكم لن يغير من ذلك شئ... وبالنهاية لن ينتصر إلا من آمن أن الله ناصره، وآية الإيمان العمل والصبر على مشقة الطريق".
 

 

وفي رؤية استراتيجية للحراك، أضاف موسى في تغريدة أخرى: "مستوى عالي من التوتر في مصر إلا أنه لا ينتج تغييراً بذاته والنظام يبذل جهده لاحتوائه وتمريره... تقديرنا أن التوتر الحالي لم يتكرر منذ 2016 ويحتاج إلى تعامل ذكي ومنظم... لا جدوى من الدعوة لحراك شعبي مجرد أو عشوائي... يجب التخطيط والإعداد بدقة على كافة المستويات السياسية والشعبية مع استثمار حالة الغضب الحالية لتسريع الوتيرة".

 

 

غضب شعبي وفني ضد السياسات الحالية

 

انتقد الفنان عمرو واكد الأولويات الأمنية للنظام قائلاً: "يعني ١٧ سيدة وفتاة تمثلن الخطر على الأمن القومي المصري وشراء الغاز المسروق من الصهاينة لا يشكل خطر؟ وماذا عن سد الخراب؟ وماذا عن تيران وصنافير؟ وماذا عن إسهال البيع في أصول ومقدرات الدولة؟ وماذا عن الديون؟ هل هاجم النظام المصري أحداً سوى المصريين حتى اليوم منذ ان استولى على الحكم؟".

 

 

كما نشر "الرادار المصري" تدوينة مقتضبة: "قريب هيجي يوم الكرامة ويسقط حكمك يا سيسي..".

 

ووثقت منصات إخبارية صرخة سيدة مصرية وجهت رسالة شديدة اللهجة للسيسي: "مش خايفة حتى لو هتحبس.. وأنا ليا في البلد دي زي ما انت ليك فيها.. كفاية كده أوي يا ريس.. وارحل بقى حرام.. الشعب كله بيتحسبن عليك".

 

براءة من النظام ورفض للتطبيع

 

أعلن المواطن المصري أنس حبيب في بيان شخصي تبرؤه الكامل من النظام، قائلاً: "انا المواطن المصري أنس إبراهيم عبدالرحمن حبيب اعلن التالي: تبرؤي الكامل والصريح من عبد الفتاح السيسي ومن النظام القائم تحت سلطته... أرفض رفضًا قاطعًا صفقة العار المبرمة بين هذا النظام والكيان الصهيوني، والتي تُقدَّر قيمتها بـ ٣٥ مليار دولار...". وأضاف مناشداً الشعوب العربية: "كما نهيب بإخوتنا العرب والمسلمين، أحرار الأمة وضميرها الحي، ألا يحمّلوا الشعب المصري وزر هذا النظام... فالشعب المصري هو أول ضحايا هذا الاستبداد...".


 

وفي السياق ذاته، غرد عمر طلعت: "بتوقيع صفقة الغاز رهن الخائن القزم مستقبل مصر والأجيال القادمة بيد الصهاينة وحلفائهم، جرائم الخيانة العظمى التي ارتكبها #السيسي لن يطول صمت الشعب المصري عليها كثيراً. #يوم_الكرامة".

 

 

تحذيرات من طوفان قادم وانهيار اقتصادي

 

أشار المجلس الثوري المصري إلى تغير الوعي الشعبي: "بعد الثورة، كانت نسبة كبيرة من شعب مصر تفهم وتعي وترى الوجه الحقيقي للجيش واجرامه... الآن 90% من جماهير الشعب المصري فاهمة وواعية جدآ بالكارثة... ال10% المنتفعين من بقاء #السيسي، ان لم يفيقوا سريعاً من أوهام استمراره، سيجتاحهم #طوفان_مصر القادم".

 

 

وعن رؤية الحل الاقتصادي، كتب محمد منتصر، عضو المكتب السياسي لحركة ميدان: "لن يتم تمكين المجتمع إلا بوجود اقتصاد قوي يخدم الإنسان لا يستهلكه.. فالاقتصاد هو انعكاس حقيقي لكرامة المواطن.. خطوات يجب القيام بها حتى يتم تحرير الاقتصاد..".

 

نظرة دولية: فرعون مصر الجديد

 

نقل الشيخ سلامة عبدالقوي وصفاً من الإعلام الأوروبي للنظام الحالي: "السيسي فرعون مصر الجديد".

 

 

كما سلطت شبكة رصد الضوء على وثائقي أوروبي بثته قناة «Arte» الفرنسية-الألمانية، ذكر أن: "الوضع الاقتصادي في مصر صعب للغاية والشعب المصري عالق في الفخ، والنظام يضع مستقبل شبابه على المحك...". وأشار الوثائقي إلى أن السيسي قاد عام 2013 انقلابا عسكريا، وأصبحت سمعة مصر تحت قيادته متدنية وتعرضت لانتقادات دولية.