شهدت قرية «هو» التابعة لمركز نجع حمادي، بمحافظة قنا، واحدة من أعنف الوقائع الدامية خلال الساعات الماضية، بعدما تحولت مشاجرة بين عائلتين إلى ساحة مفتوحة لإطلاق النار، أسفرت عن سقوط قتيل وإصابة أربعة آخرين، بينهم ثلاثة أشقاء، في مشهد يعكس تصاعد العنف وانتشار السلاح وغياب مظاهر الأمن في الصعيد.
وبحسب مصادر طبية فقد ارتفع عدد المصابين في المشاجرة إلى أربعة أشخاص، أُصيبوا جميعًا بطلقات خرطوش في مناطق متفرقة من الجسد، وتم نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفى نجع حمادي العام لتلقي الإسعافات اللازمة، فيما لفظ شاب يبلغ من العمر 39 عامًا، يُدعى «م. ـ»، أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته، ليضاف اسمه إلى قائمة الضحايا المتزايدة لنزاعات الثأر والخلافات العائلية.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن المشاجرة اندلعت على خلفية خلافات قديمة تجددت بين العائلتين، وسرعان ما تطورت من مشادات كلامية إلى تبادل لإطلاق النار باستخدام الأسلحة الخرطوش، وسط حالة من الذعر بين الأهالي، خاصة مع وقوع الحادث داخل نطاق سكني مأهول بالسكان.
وأكد شهود عيان أن أصوات الأعيرة النارية دوّت في أرجاء القرية لفترة ليست بالقصيرة، دون تدخل فوري يضع حدًا لتصاعد العنف، ما أدى إلى سقوط الضحايا قبل وصول سيارات الإسعاف.
حالة من الغضب والخوف
خيمت حالة من الحزن والغضب على أهالي القرية، الذين عبّروا عن مخاوفهم من تكرار مثل هذه الحوادث، في ظل ما وصفوه بـ«الانفلات الأمني» وانتشار الأسلحة غير المرخصة، مؤكدين أن غياب التواجد الأمني يشجع على تفاقم النزاعات وتحولها إلى مواجهات دموية.
ويقول عدد من الأهالي إن قرى الصعيد باتت تعيش على وقع الخلافات العائلية والثأر، دون حلول جذرية، في ظل تأخر التدخلات الأمنية والوقائية، واقتصار التحرك في كثير من الأحيان على ما بعد وقوع الضحايا.

