حرّض الملياردير البريطاني نيك كاندي، المانح السابق لحزب المحافظين المعارض، الحكومة البريطانية على تصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" كـ "منظمة إرهابية"، أسوة بالقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا تجاه الجماعة بالولايات المتحدة.
وقال أمين صندوق حزب الإصلاح الشعبوي اليميني في مقال نشرته صحيفة "ديلي ميل"، إن "قرار الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي بتصنيف فروع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للمملكة المتحدة".
وأضاف: "لم يعد بإمكان دونالد ترامب أن يستوعب كيف تعمل الجمعيات الخيرية والمنظمات الإسلامية التي مقرها في الولايات المتحدة كواجهات لجمع التبرعات لصالح جماعة الإخوان المسلمين، التي يُتهم فرعها اللبناني بمساعدة الجماعات الإرهابية في شن هجمات صاروخية على أهداف مدنية وعسكرية في إسرائيل"، وفق زعمه.
الخطوة الأولى
واعتبر كاندي أن القرار تجاه فروع الجماعة في الشرق الأوسط هو الخطوة الأولى لحرمانها من قدراتها ومواردها، مضيفًا: "دعونا لا نكون ساذجين. جماعة الإخوان المسلمين منظمة متطرفة، التزمت منذ تأسيسها في مصر عام 1928 بتوحيد المجتمعات الإسلامية في خلافة واحدة تحت مظلة الشريعة الإسلامية".
وبالإضافة إلى مساعدة الهجمات ضد "إسرائيل" وتعاطفها مع "حماس"، اتهم كاندي الإخوان بدعم الحكومة في السودان، مما يساعد على إطالة أمد الحرب الأهلية الكارثية هناك، الأمر الذي يغذي تدفق اللاجئين، الذين ينتهي الأمر بالعديد منهم إلى ركوب قوارب صغيرة إلى بريطانيا.
وفي حين يشير إلى السماح لجماعة "الإخوان" بالتسلل إلى المساجد والجمعيات الخيرية والمنظمات الإسلامية المعتدلة في بريطانيا، يلفت في المقابل إلى حظرها في أجزاء عديدة من العالم العربي، بما في ذلك مصر والسعودية والبحرين والإمارات، قائلاً: "تدرك هذه الدول جيدًا التكلفة الباهظة المترتبة على السماح للأيديولوجيات الإسلامية المتطرفة بالتسلل إلى مجتمعاتها".
وقال إن بريطانيا وفرت "ملاذًا آمنًا" لأعضاء جماعة "الإخوان" المسلمين، فر أحد عناصرها، مشيرًا إلى عبد الرحمن عدنان أبو العلا الي من مصر إلى لندن قبل أن يواجه تهمًا بتصنيع القنابل والتخطيط لتفجير أبراج الكهرباء وأنابيب الغاز، وهي التهم التي أُدين بها لاحقًا غيابيًا وحُكم عليه بالسجن سبع سنوات.
وتابع متسائلاً: "ماذا فعلت بريطانيا رغم علمها بإدانته بالإرهاب؟ أقمناه في فندق أربع نجوم غرب لندن لمدة 17 شهرًا ريثما ندرس طلب لجوئه. وخلال إقامته، اغتصب امرأة في هايد بارك، وهي جريمة سُجن بسببها ثماني سنوات ونصف في مايو"، وفق قوله.
وأشار إلىى أنه "كان سيُرحَّل لو حظرت حكومة ديفيد كاميرون جماعة الإخوان المسلمين عام 2015. ومع ذلك، خلص تحقيقها إلى أن الجماعة "احتضنت ودعمت حماس عمدًا وعن قصد وعلنًا". ووجد التحقيق أن "أشخاصًا مرتبطين بالإخوان المسلمين صفقوا للتفجيرات الانتحارية التي نفذتها حماس"، بحسب زعمه.
وأضاف كاميرون في تعليقه أن أيديولوجيتها وأنشطتها "تتعارض مع القيم البريطانية المتمثلة في الديمقراطية وسيادة القانون والحريات الفردية والمساواة والاحترام المتبادل والتسامح بين الأديان والمعتقدات المختلفة".
ووصف كيف سعت الحكومة إلى ممارسة نفوذها على مجموعات إسلامية أخرى في المملكة المتحدة مثل الجمعية الإسلامية البريطانية والمجلس الإسلامي البريطاني، مع علمها بأن الحكومة كانت في حوار مع هذه المنظمات.
المظاهرات ضد الحرب في غزة
ورأى كاندي أن عدم حظر جماعة "الإخوان" يظهر مدى كونهم جزءًا من المؤسسة، زاعمًا أن "التوترات التي أثارها الإسلاميون في المملكة المتحدة أسوأ بكثير منذ الفظائع التي ارتكبتها حماس في السابع من أكتوبر"، مشيرًا إلى المظاهرات التي امتلأت بها شوارع لندن حيث رفعت الأعلام الفلسطينية وارتدى المتظاهرون الكوفية الفلسطينية.
وفي مايو، نشرت الحكومة الفرنسية تحقيقها الخاص حول جماعة الإخوان المسلمين، والذي وجد أن الجماعة ــ تحت ستار اتحاد المسلمين في فرنسا ــ اكتسبت السيطرة على 139 مسجدًا.
ووصف التقرير كيف سيعمل الناشطون "المتشددون" في الجماعة على ممارسة نفوذهم على المجالس المحلية لتطبيع ارتداء الحجاب وممارسة الصيام في بلد من المفترض أنه علماني.
وأضاف البيان أن هدف الإخوان المسلمين هو "تنظيم حياة المسلمين منذ الولادة وحتى الموت".
وحدد التقرير بلدين يتمتع فيهما الإخوان المسلمون بتواجد أقوى من فرنسا: السويد وبريطانيا. وقد بدأت السويد تحقيقًا، إلا أن كاندي قال: "لا يوجد ما يشير إلى أن حكومتنا تأخذ الأمر على محمل الجد".
وتابع: "لن ترتكب حكومة إصلاحية بريطانية نفس الخطأ. فقد أوضح نايجل فاراج (رئيس حزب الإصلاح) بوضوح تام أنه بمجرد توليه رئاسة الوزراء، ستُصنّف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وتُحظر في بريطانيا".
وقال فاراج، وهو صديق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في العام الماضي إن حزبه يكتسب أصواتا غير راضية عن حكومة حزب العمال، وسوف يفوز في الانتخابات المقبلة.
الاستماع إلى الإمارات
وذكر كاندي أن سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في وسط لندن استضافت مساء أمس الأول حفل عشاء فاخر بمناسبة اليوم الوطني الرابع والخمسين لدولة الإمارات، حيث تم الاحتفال بالتبادل التجاري السنوي بين البلدين والذي بلغ 25 مليار جنيه إسترليني.
وأردف كاندي: "ولكننا نحتاج إلى الاستماع أيضًا عندما تحذرنا الإمارات العربية المتحدة والدول العربية الصديقة الأخرى من الجماعات المتطرفة".
وأوضح: "كثيرون في بريطانيا يُريدون معاملة جماعة الإخوان المسلمين كما لو كانت جماعةً مُضطهدةً تُناضل من أجل الحرية. والسبب الذي يدفع دولًا، مثل الإمارات العربية المتحدة، لحظر الجماعة هو سعيها لإخضاع كل مسلم لجماعةٍ مُتطرفة، وستستخدم أي وسيلةٍ عنيفةٍ لتحقيق ذلك"، وفق زعمه.
وحث الحكومة البريطانية على الاقتداء بالرئيس الأمريكي في خطوته الأخيرة تجاه "الإخوان"، قائلاً: "علينا أن نقتدي بهم قبل أن تتوغل أذرعهم في أعماق حياتنا الوطنية".
https://www.dailymail.co.uk/debate/article-15338111/If-Trump-Arab-nations-dangers-terror-supporting-Muslim-Brotherhood-asks-NICK-CANDY.htm

