قال لاري لاروكو عضو الكونجرس الأسبق عن الحزب الديمقراطي، إن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضر بسمعة الولايات المتحدة في مصر التي تعد أبرز حلفائها.
جاء ذلك بعد زيارته إلى القاهرة في الأسبوع الماضي، بناءً على دعوة من اتحاد طلاب جامعي، للقاء الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والشخصيات المؤثرة، بمشاركة سكوت كلوج، عضو الكونجرس الأسبق عن الحزب الجمهوري، لمناقشة العلاقات الأمريكية المصرية والوضع الراهن للسياسة الأمريكية.
وتحدث لاروكو عن انطباعاته خلال الزيارة، قائلاً عبر صحيفة "إيداهو ستيتسمان": "لقد حالفني الحظ بزيارة مصر مرات عديدة. ورغم الاضطرابات الداخلية الأخيرة، كالربيع العربي، وسيطرة الإخوان المسلمين، والصراعات الإقليمية، إلا أن العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر ظلت قوية، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
وأضاف معددًا أهمية وثقل مصر ودورها المحوري بالمنطقة: "تُعدّ مصر دولةً مهمةً لأمن الولايات المتحدة، نظرًا لموقعها الجغرافي والديموغرافي ووضعها الدبلوماسي. فهي تُسيطر على قناة السويس الحيوية. ويبلغ عدد سكانها حوالي 107 ملايين نسمة، وهي بلا شك أكبر دولة ناطقة بالعربية من حيث عدد السكان".
وأشار لاروكو إلى أنه "منذ عام 1946، قدّمت الولايات المتحدة ما يقارب 90 مليار دولار كمساعدات خارجية ثنائية"، لافتًا إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر شابها التوتر خلال إدارة الرئيس بارك أوباما عندما انتقدت مصر لانتهاكاتها لحقوق الإنسان وافتقارها لمبادرات ديمقراطية شفافة.
وتابع: "كان سبب هذا الفتور هو رغبتنا في تصدير نموذجنا من مُثُل جيفرسون إلى بلد ذي تاريخ طويل من القادة الأقوياء. اتُهمنا أساسًا بالتدخل. ومع ذلك، فقد صمدت هذه العلاقة، مستندة إلى نهج أكثر براجماتية تجاه الأوضاع السياسية على الأرض، ودور مصر المُستقر في منطقة مُتقلبة. فعلى مصر أن تُواجه ليبيا المُنقسمة سياسيًا على حدودها الغربية، وحربًا أهلية في السودان على حدودها الجنوبية".
"ومن خلال سلسلة اللقاءات والتفاعلات التي أجريناها الأسبوع الماضي"، ترسخ انطباع لدى الكونجرس الأسبق: "أستطيع أن أستشعر ديناميكية جديدة من مصر في العلاقة بين بلدينا: الإحباط والغضب. نقطة الاشتعال الواضحة هي غزة".
الحزب على غزة
وأوضح أنه بعد "مقتل 70 ألف شخص في غزة ، يدرك المصريون تمامًا أنظمة الأسلحة الأمريكية المستخدمة لشنّ الحرب وإطالتها. وقد نُظر إلى الولايات المتحدة على أنها مُسرّع لا يملك آلية كبح طوال فترة الصراع الطويل. وتُعتبر علاقة ترامب ونتنياهو الوثيقة علاقةً لدعم المصالح الداخلية لكلٍّ منهما. ويُنظر إلى اتفاق وقف إطلاق النار المأمول الآن على أنه متأخرٌ جدًا".
وأشار إلى أن "هذا الغضب والإحباط هما نتيجة واضحة لعدم القدرة على التنبؤ بتصرفات إدارة ترامب التي تبني دبلوماسيتها على المعاملات والعلاقات الشخصية بدلاً من السياسة الشفافة".
وتابع لاروكو في رصده للانطباعات التي خرج بها: "في اجتماعاتنا، اتضح جليًا أن التصرفات العالمية للولايات المتحدة تخضع لرقابة دقيقة من قبل الحلفاء والأعداء على حد سواء. أثناء وجودي في مصر، سمعتُ ازدراءً لدبلوماسيتنا البحرية في منطقة البحر الكاريبي. وُفِّرت هذه الهجمات بوضوح على أنها تغيير للنظام في فنزويلا. لقد سُئلنا: "أين هي السياسات والأطر القانونية لعمليات القتل خارج نطاق القضاء؟" نعم، نعم".
وأردف: "أثار مضيفونا المزيد من التساؤلات حول تعاملات الولايات المتحدة غير المدروسة بشأن الرسوم الجمركية مع حلفائنا، بما في ذلك الإجراءات الخطيرة التي قد تُشعل صراعات إقليمية. وقد لاحظ الجميع بتفاصيل دقيقة النهج الأمريكي المتهور تجاه كندا، وجرينلاند، وبنما، وحلف شمال الأطلسي، وأوكرانيا، والبرازيل، وفنزويلا".
تحالفات جديدة
ولاحظ عضو الكونجس الأسبق، أنه "بينما يُظهر معظم العالم ابتساماتٍ زائفة في تعاملاتنا الدبلوماسية، تُصاغ تحالفات جديدة لإعادة تنظيم العلاقات. الصين تبتسم ابتسامة صادقة بينما تتلاشى القوة الناعمة الأمريكية في الخارج بشكل مُتعمد وسريع".
واستطرد: "بصفتي عضوًا سابقًا في الكونجرس في رحلةٍ للاستماع والتعلم، كان من المفيد والمؤلم أن أشعر بانتقادات الأصدقاء المصريين الذين يتوقعون المزيد من الضوابط والتوازنات في نظامنا".
وقال إن "الاستقطاب في أمتنا يشعر به حلفاؤنا مباشرة، إذ يتصرف الكونجرس كمؤسسة برلمانية أكثر منه هيئة تشاورية تمثل مصالح متنوعة في بلد شاسع ومتنوع. للتوضيح، يُوجَّه الغضب في المقام الأول إلى ترامب، ولكن أيضًا إلى الكونجرس لتخليه عن دوره كقوة موازية".
مع ذلك، رأى أنه "من الواضح أننا نستطيع تعزيز الديمقراطية في الخارج من خلال التزامنا بدستور الولايات المتحدة ومبادئنا الديمقراطية. أفضل مثال على الديمقراطية يتجلى في القدوة الحسنة وفعالية عمل فروع حكومتنا الثلاثة".
واستطرد لاروكو، قائلاً: "ينظر إلينا أصدقاؤنا وحلفاؤنا من خلال نوافذ متعددة: الدبلوماسيون المحليون، ومجموعات الأعمال، والكونجرس، والتجارة، والمنظمات غير الحكومية، والجامعات، ووسائل الإعلام. أخبرنا المصريون أن الولايات المتحدة تُعتبر الآن دولةً ذات بوابة واحدة فقط لممارسة الدبلوماسية وإظهار الديمقراطية: البيت الأبيض في عهد ترامب".
وحذر: "تتضرر التحالفات إذا كانت الدبلوماسية والعلاقات براجماتية بحتة، وغير متوقعة، وخالية من سياسات واضحة. بعد مرور عام تقريبًا على تولي ترامب الرئاسة، كان من المخيف أن نشهد قلقًا صريحًا على سلامة مبادئ بلادنا الراسخة".
انتخابات التجديد النصفي المقبلة
ورصد لاروكو خلال زيارته إلى مصر كيف "تابع المصريون عن كثب نتائج الانتخابات الأخيرة في نيوجيرسي ونيويورك وفيرجينيا. ودارت نقاشاتٌ دائمًا حول انتخابات التجديد النصفي المقبلة، والتي ستُعتبر، عن بُعد، استفتاءً واضحًا على الحزب الحاكم".
وأوضح أنه "في الوقت الحالي، لا يُنظر إلى عدم القدرة على التنبؤ بالسياسة الخارجية الأمريكية بعين الرضا في المنطقة التي زرناها. وتركز براجماتية العلاقات الأمريكية المصرية الآن على إعادة ضبط قد تحدث أو لا تحدث في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026. يمكن لدورتنا الانتخابية في الولايات المتحدة أن توفر مرة أخرى منارة للديمقراطية لكي يراها العالم".
https://www.idahostatesman.com/opinion/readers-opinion/article312979945.html

