في يوم ميلاده، لم يتردد الإعلامي مصطفى بكري في تهنئة زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مقدمًا إياه كرجل يحمل على عاتقه بناء الدولة وتحقيق الأمن. لكن الحقيقة المريرة تكشف أن الاحتفاء هذا يأتي بينما مصر تغرق في أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، والفساد يتوغل في مفاصل الدولة، والقمع يبتلع الحريات. هذا التقرير يحطم صورة "الباني" التي يحاول النظام تسويقها ويبدأ في فضح واقع مأساوي لفريق الحكم والتابعين له مثل بكري.
الإعلامي مصطفى بكري مهنئا السيسي بيوم ميلاده: اليوم عيد ميلاد الرجل الذي انحاز لمصلحة الوطن، الذي حمل على عاتقه مسؤولية بناء الدولة وإعادة الأمن والاستقرار، وحذّر من محاولات تزوير إرادة الناخبين. كل عام وسيادتك بألف خير
— قنــــاة مكملين - الرسمية (@MekameleenMk) November 19, 2025
ما تعليقك؟ pic.twitter.com/QeT1RIgYSP
السيسي واحتفالية الفشل في ظل أزمة مستفحلة
رغم مرور أكثر من عشر سنوات على حكم السيسي، لم نشهد تقدمًا حقيقيًا في حياة المواطن الذي يعاني من ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل، والفقر المتزايد. مشاريع السيسي الكبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة وغيرها تحولت إلى سراب استهلك مليارات الدولارات دون حل أي من مشكلات البنية التحتية أو مراعاة للأوضاع الاقتصادية الحقيقية. في ذات الوقت، يشتد قبضته على الحريات عبر قوانين تجريم المعارضة ومحاكم عسكرية للمدنيين تزيد من مناخ الخوف والاضطهاد السياسي، تاركة مصر في دوامة من الفشل والاحتقان الداخلي.
مصطفى بكري: البوق الإعلامي للسلطة بلا ضمير
مصطفى بكري لا يقل عن رئيسه في وأد الحقيقة وتحريف الوقائع، حيث يغرق في الدفاع المستميت عن كل إخفاقات النظام، مستخدمًا خطابًا تحريضيًا ضد المعارضين ورافعًا شعارات "الوفاء" للنظام، ليغدو إعلاميًا بلا حياد يخدم بنك السلطة. هذا الخطاب لا يُبرر إلا ضعف الإعلام الرسمي وتآزره مع السلطة في إخفاء أصوات النقد ومهما كانت الحقائق مُرّة.
التخصيص الرسمي لخطابات التقديس: إسكات الأصوات الحرة
الاحتفال بعيد ميلاد السيسي هو في جوهره تمرير لثقافة عبادة الشخصية التي تعمل كغطاء على التدهور الاقتصادي والاجتماعي، وتكرس حالة الاستبداد والحكم الفردي، بدلًا من فتح المجال للحوار والمساءلة. خطاب بكري المتكرر بهذه المناسبة يذكرنا بأيام الديكتاتوريات التي كانت تُطبل لقادة في مواجهة الحقيقة الصادمة للشعب.
الواقع على الأرض: الحرمان والتهميش مستمران
في الوقت الذي تُحيى فيه أعياد ميلاد ديكتاتور يفقد ملايين المصريين قوتهم اليومي بسبب سياسات اقتصادية خاطئة، والتضخم الذي يلتهم أي دعم اجتماعي، بينما تتعثر محاولات الإصلاح في قفص القمع السياسي والفساد الإداري. العنف والقمع يرافقان كل محاولة للمعارضة، مما يغلق أي نافذة أمل للمجتمع المدني.
ختاما فعيد ميلاد السيسي بتطبيل مصطفى بكري ليس أكثر من تعبير عن نظام مستبد فشل في تحقيق أبسط حقوق المواطنين، ووسط هذا الاحتفال الملفق، يزداد الغضب الشعبي وصراخ الإصلاح خامدًا. على الإعلاميين الحقيقيين أن يقفوا مع الشعب لا مع الزعماء، وإذا استمر هذا النهج، فإن مصر ستظل أسيرة الفشل والمحسوبية وفقدان الأمل.

