عبّر الكاتب والأكاديمي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة، ورئيس بلدية خان يونس الأسبق، عن حزنه العميق وتأثره البالغ برحيل القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، الذي ارتقى شهيدًا بعد مسيرة طويلة من الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
نشر أبو شمالة عبر حسابه الرسمي على منصة إكس (تويتر سابقًا) تدوينة حملت بين سطورها حين شبّه الضيف بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب، في رمزية العدالة والزهد والقيادة الراشدة، قائلًا:
"هل تذكرون الخليفة عمر بن الخطاب؟ حكمت فعدلت فنمت. هذا الذي ينام على جذع شجرة هو القائد البطل الشهيد محمد الضيف، هذا هو القائد العام لكتائب القسام، هذا هو بطل وقائد معركة طوفان الأقصى، هذا هو الذي داس بحذاء القدوة والقدرة على عنق قادة الجيش الصهيوني! نم في ظلال الله يا محمد الضيف، فقد اصطفاك إلى جواره الخالق".
من جانبه، جسّد أبو شمالة في كلماته الأخيرة روح الوفاء للأبطال، مستعيدًا صورة الخليفة العادل عمر بن الخطاب ليؤكد أن محمد الضيف لم يكن مجرد قائد عسكري، بل رمزًا للأخلاق والعدل والإيمان بالقضية، إذ ربط بين عدالة الماضي وزهد القائد الشهيد في الدنيا، وبين صلابته في مواجهة أعتى جيوش الاحتلال.
https://x.com/FayezShamm18239/status/1982892041932521966
كلمات أبو شمالة لم تكن مجرّد رثاءٍ عابر، بل جاءت لتوثّق لحظة تحوّل تاريخية في الوعي الفلسطيني والعربي، إذ اعتبر الضيف رمزًا للبسالة والكرامة، وقائدًا تجاوز حدود المكان والزمان في مقاومته الممتدة منذ عقود ضد الاحتلال، بدءًا من الانتفاضة الأولى وصولًا إلى معركة "طوفان الأقصى" التي قادها بكل دهاءٍ وشجاعةٍ عسكرية لافتة.
وعلى مدى مسيرته الطويلة داخل كتائب القسام، ظلّ محمد الضيف نموذجًا للقائد المتخفي، يعمل بصمت ويضرب بدقة، ما جعله هدفًا دائمًا لمحاولات الاغتيال الإسرائيلية المتكرّرة، التي نجا من معظمها، إلى أن جاء رحيله بمثابة صفحة جديدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، تحمل في طياتها رسائل الصمود والاستمرار.

