حتى اللحظة، استطاعت المرشحات لمجلس النواب أن يخطفن الأضواء من منافسهن الرجال، وذلك بسبب تصريحاتهن المثيرة للجدل وحملات الدعاية الخاصة بهن، والتي أثارت ردود فعل واسعة بسبب غرابتها، وخروجها عن السياق المتعارف عليه في المعارك والدعاية الانتخابية بمصر.
واستحوذت شيماء عبدالعال، المرشحة لانتخابات مجلس النواب على النصيب الأكبر من الجدل والغضب معًا، وذلك على خلفية انتشار مقطع فيديو لها، وهي تتحدث مع مجموعة من الناخبات بدائرتها الانتخابية، واللواتي طرحن عليها أسئلة تتعلق بتدهور الوضع المعيشي، وموجة الغلاء التي قصمت ظهر المصريين خلال السنوات الأخيرة.
ردود صادمة من المرشحة على شكاوى الناخبات
وخلال جولتها الانتخابية، وقفت المرشحة لتتابع باهتمام وإنصات لمطالب النساء في دائرتها، وفاجأتها إحداهن بقولها: "إحنا كل مرة ننتخب حد ومشاكلنا مابتتحلش"، لترد المرشحة قائلة: "ماهي مابتتحلش ليه؟ عشان إحنا مابنختارش الصح، انت من إمتى اخترتي حد من عندك وحل مشاكلك؟ أنا منك ومن منطقتك، وحاسة بمشاكلك وهحلها".
وواصلت السيدة طرح تساؤلاتها حول الأوضاع الاقتصادية قائلة: "طب حليلنا الأسعار؟"، لترد المرشحة: "لأ، إحنا مش هنتكلم في الأسعار لأنها أسعار دولة، مش في إيدينا إحنا".
وتابعت السيدة حديثها الموجه إلى النائبة: "طب وأنا أجيب منين إيجار وكهربا ومياه؟، وجوزي راجل أرزقي، أعمل إيه؟ الناس غلابة أوي"، لتوضح شيماء موقفها قائلة: "ديه مشكلة دولة، إحنا مش هنحل مشاكل الدولة، إحنا نحل مشاكلكم اللي هنا".
وعقبت السيدة متسائلة: "فين اللي هنا؟"، لترد المرشحة: "اللي هنا يعني الشوارع اللي انت فيها، المدارس، الصحة، البطالة. لكن كلامك ده مش اختصاصنا".
واسترسلت السيدة في حديثها مشيرة إلى أزمة غلاء أسعار أسطوانات الغاز، قائلة: "طب والأنبوبة اللي وصلت لـ350 جنيه؟"، فردت المرشحة كالعادة ملقية بالكرة في ملعب الدولة: "يا حبيبتي ديه مشكلة دولة".
واشتكت السيدة من سوء الخدمات الصحية، قائلة: "روحت بابني امبارح الساعة 7 الصبح، رجعت بعد الضهر عشان مافيش دكاترة، كنت رايحة كويسة، رجعت عيانة.. أمال أنا هنتخبك ليه؟"، وتتابع : "هو انت مين؟"، لترد المرشحة وهي قائلة: "أنا شيماء عبدالعال، رقم خمسة، رمز الغزالة، هتختاريني وهحل مشاكلك اللي تخص دايرتك".
فيما أثارت تعليقات المرشحة ردود فعل مستنكرة لتخليها عن دورها كنائبة مفترضة تحت قبة البرلمان، في تبني قضايا الناخبين، وإثارة شكاواهم في تحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم، مع ممارسة سلطتها الأصيلة في مراقبة أداء الحكومة ومحاسبتها.
سيبوها سيبوها.. الكرسي بتاع أبوها
فيما كانت المرشحة الثانية التي صاحبتها جولتها الانتخابية موجة من الجدل والتعليقات الساخرة على منصات التواصل الاجتماعي، المرشحة رحاب الغول، ابنة النائب الراحل عبدالرحيم الغول، وهو أحد أقطاب الحزب الوطني الحاكم السابق في مصر.
وشوهدت رحاب وهي تسير وسط حشد من أنصارها في أحد الشوارع بدائرتها الانتخابية، بينما أخذت تردد الهتافات: "سيبوها سيبوها.. الكرسي بتاع أبوها"، في إشارة إلى المقعد الذي شغله والدها لنحو 40 عامًا عن دائرة نجع حمادي بمحافظة قنا.
وعلى الرغم من أن توريث المقاعد يعد أمرًا شائعًا بين العديد من العائلات السياسية في مصر، لكن هذه الظاهرة أثارت الجدل خلال الانتخابات الحالية، من خلال الدفع بمرشحين ضاربين بجذورهم في البرلمان منذ عقود طويلة، سواء عبر المقاعد الفردية أو ضمن القائمة الوطنية "من أجل مصر".
وفي الصعيد، يخيم على الدوائر الانتخابية الطابع العائلي والقبلي، يميل الناخبون إلى اختيار المرشح بناء على الانتماء العائلي أو الرمزية الاجتماعية، فيما يعكس مدى تأثير النفوذ الاجتماعي والعائلي على العملية الانتخابية، إذ قلما يخرج المقعد من عائلة إلى أخرى، وقد كان ذلك فيما مضى سببًا لإثارة نزاعات قد تصل إلى القتل في بعض الأحيان.
وتعد عائلة الغول التي تنتمي إليها واحدة من العائلات التي ظلت تهيمن على مقعد البرلمان لسنوات طويلة، وكان النائب عبدالرحيم عبدالغول واحدًا من رموز البرلمان في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث قضى نحو 40 عاما تحت قبة البرلمان، واشتهر بكونه من أكثر المدافعين عن المزارعين وحقوقهم وعن مزارعى القصب في ظل بمطالبته المستمرة برفع طن القصب لمصانع السكر.

