على الرغم من الدور المحوري الذي لعبه رئيس المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد في التوصل لاتفاق وقف إطلاق في غزة بشرم الشيخ الأسبوع الماضي، من خلال رعاية المفاوضات غير المباشرة بين "حماس" والكيان الصهيوني، إلا أن القليل من المعلومات تتوفر عن الرجل الذي يشغل منصبه منذ العام الماضي.
وسُلطت الأضواء بشكل مكثف على رئيس جهاز المخابرات العامة خلال الأسبوعين الأخيرين، في ظل دوره القيادي في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وقد انتشرت صورة له على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي بينما يبتسم وهو يحمل علم مصر، بعد النجاح في إنجاز المهمة التي وضعت حدًا للحرب التي دامت لمدة عامين، وحولت غزة إلى أثر بعد عين.
ومؤخرًا، زار رئيس المخابرات المصرية، القدس حيث التقى رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، وكبار مساعديه، لبحث سبل تعزيز وقف إطلاق النار. وكان ضمن محادثاته مع نتنياهو، "فتح معبر رفح"، و"خريطة طريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وفق ما أفاد به مكتب رئيس الوزراء الصهيوني.
ويجري رشاد حاليًا محادثات مكثفة مع قادة الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، لبحث ترتيبات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، ويشمل نزع سلاح "حماس"، والترتيبات المتعلقة بإدارة القطاع,
الرئيس الـ 27 لجهاز المخابرات العامة
ويعد رشاد هو الرئيس الـ 27 لجهاز المخابرات العامة المصري منذ تأسيسه في خمسينيات القرن الماضي. وتولى هذا المنصب خلفًا للواء عباس كامل، الذي ظل على رأس أرفع جهاز أمني في مصر منذ عام 2018، وحتى 16 أكتوبر 2024.
وعلى خلاف كامل الذي ثار حوله الكثير من الجدل، في ظل قربه الشديد من قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وبخاصة بعد تسريب محادثات له عقب الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، فإن رشاد الذي عمل نائبًا لكامل سابقًا لم يبرز في الواجهة حتى اختياره رئيسًا للجهاز في العام الماضي.
حتى إن المعلومات المتوافرة عن رشاد على الموسوعة الحرة "ويكبيديا" لا تتجاوز بضع سطور، ولا تحمل أي تفاصيل عن شخصيته، أو حتى تاريخ ميلاده، أو حالته الاجتماعية.
ولا يذكر اسمه في وسائل الإعلام المصرية سوى في سياق الأخبار والتقارير، دون الخوض في أي تفاصيل شخصية، أو سرد خلفيات عن مسيرته العملية.
الرجل الغامض
"جراي ديناميكس"، وهي كالة استخبارات مستقلة مقرها لندن أتاحت بعض المعلومات النادرة عن شخصية رئيس المخابرات العامة المصرية، والذي وصفته بـ "الرجل الغامض"، لكونه "شخصية غير معروفة إلى حد كبير، ولا تتوفر معلومات عامة كافية عن خلفيته أو مسيرته المهنية".
وقالت إن اختياره المفاجئ على رأس جهاز المخابرات العامة - الذي وصفته بأنه من أقوى الأجهزة وأكثرها سرية في مصر - في أكتوبر من العام الماضي صدم المحللين المصريون والدوليين.
وسلطت الوكالة الضوء على شخصية رشاد، على النحو التالي:
المسيرة المهنية
رشاد خريج الكلية الفنية العسكرية بالقاهرة، وتخرج برتبة ملازم أول عام 1990، وعمره 23 عامًا. تُعد الكلية من أبرز مراكز البحث العلمي في مصر، وهي متخصصة في العلوم والتكنولوجيا العسكرية.
وبعد تخرجه، انضم رشاد إلى جهاز المخابرات وتمتع بمسيرة مهنية طويلة، وترقى في المناصب حتى أصبح نائبًا لرئيس جهاز المخابرات العامة قبل أن يصبح رئيسًا له.
وكان رشاد يشغل في السابق منصب نائب رئيس جهاز المخابرات العامة عباس كامل، والذي كان بمثابة مستشار موثوق للسيسي، وكان يتم الاعتماد عليه في كثير من الأحيان خلال الشؤون الدبلوماسية رفيعة المستوى.
من المرجح أن يكون رشاد قد عمل في مجموعة من القضايا، حيث غالبًا ما تشارك المخابرات العامة في مسائل السياسة الخارجية، مثل العلاقات بين مصر وإيران، والصراعات في غزة والسودان وليبيا، ومكافحة المعارضين السياسيين القدامى.
الحياة العائلية والشخصية
مواليد القاهرة عام 1967 ويتحدث اللغتين العربية والإنجليزية.
رشاد هو ابن لواء بالجيش من قرية سويلم بمحافظة دمياط.
متزوج من مروة طالب، ابنة نائب وزير الداخلية الأسبق محمد طالب.
ويُعتقد أنه على صلة بالدكتورة هدى رشاد، عضو مجلس الشيوخ المصري السابقة وخبيرة العلوم الاجتماعية.
وتشير المصادر إلى أن عائلته قد تكون ذات أصول تركية أو ذات صلات بقبيلة شمر، وهي قبيلة بارزة في شبه الجزيرة العربية.
الشخصية والسياسة والقيادة
يعد رشاد أحد ضباط الاستخبارات القلائل الذين تجنبوا الأضواء العامة، مما يجعل التفاصيل المؤكدة حول خلفيته نادرة.
وباعتباره مسؤولاً استخباراتيًا، فإن أيديولوجيته السياسية الشخصية لا تزال غير معلنة، على الرغم من أن صعوده السريع يشير إلى التوافق مع الأولويات الأمنية للسيسي.

