شهدت الساعات الماضية، اتهامات متبادلة بين "حماس" والكيان الصهيوني بخرق وقف إطلاق النار في غزة، مما ينذر بمخاوف من إمكانية انهيار الاتفاق الذي جرى برعاية الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا في شرم الشيخ الأسبوع الماضي.

 

وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح اليوم السبت، بمقتل جنديين من جيش الاحتلال في حدث أمني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما شن جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على مدينة رفح وجباليا شمالي القطاع، بزعم الرد على خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين.

 

وذكرت مصادر إسرائيلية أن تبادلا لإطلاق النار بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية جنوبي القطاع، مدعية أن مجموعة مقاومة أطلقت وابلاً من القذائف باتجاه قوات جيش الاحتلال.

 

وزعم موقع حدوشوت بزمان العبري، أن المقاتلين حاولوا استهداف مجموعة عملية لجيش الاحتلال يديرها المرتزق ياسر أبو شباب في رفح، وأن “المقاتلين تفاجئوا بوجود آليةً للجيش فقاموا بتفجيرها”.

 

ويقول محللون إن الهجوم وهو الأحدث في إطار خروقات جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار يضعف الآمال في أن يؤدي الاتفاق إلى نهاية دائمة للحرب، بينما تشكل الهجمات أخطر اختبار لوقف إطلاق نار هش بالفعل دخل حيز التنفيذ في 11 أكتوبر.

 

وقال جيش الاحتلال، إن الغارات استهدفت مسلحين في منطقة رفح أطلقوا النار على جنوده. وأضاف أن الهجمات دمرت أنفاقا ومباني عسكرية.

 

وقال رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو إن الكيان سيرد بقوة على هجمات حماس على جنوده.

 

حماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار

من جهتها، قالت كتائب القسام، الذراع العسكري لـ "حماس"، في بيان "نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة".

 

وأضافت: "لا علم لنا بأية أحداث او اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري".

 

 

47 خرقًا للهدنة

واتهمت دائرة الإعلام في غزة، الكيان الصهيوني بانتهاك وقف إطلاق النار مع حماس 47 مرة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 11 أكتوبر الجاري، ما أدى إلى مقتل 38 فلسطينيًا وإصابة 143 آخرين.

 

وأضاف البيان أن "هذه الانتهاكات شملت جرائم إطلاق النار المباشر على المدنيين والقصف والاستهداف المتعمد واعتقال عدد منهم، ما يعكس استمرار الاحتلال في سياسة العدوان رغم إعلان انتهاء الحرب".

 

وطالبت الجهات المختصة في غزة "الأمم المتحدة والأطراف الضامنة للاتفاق بالتدخل العاجل لإجبار الاحتلال على وقف عدوانه المستمر وحماية السكان المدنيين العزل".

 

غلق المعبر حتى إشعار آخر

في الأثناء، قال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، إن معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر لن يُعاد فتحه إلا بعد أن تسلم "حماس" جثث جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

 

وجاء في بيان صادر عن مكتبه السبت: "وجّه رئيس الوزراء نتنياهو بإبقاء معبر رفح مغلقًا حتى إشعار آخر. وسيتم النظر في إعادة فتحه بناءً على مدى وفاء حماس بالتزاماتها بإعادة الرهائن وجثث القتلى، وتنفيذ البنود المتفق عليها".

 

وقال جيش الاحتلال في ساعة متأخرة من مساء السبت، إن الصليب الأحمر تسلم جثتي رهينتين محتجزين في غزة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.

 

واستشهد 11 فردًا من عائلة فلسطينية برصاص جيش الاحتلال الجمعة، في انتهاكٍ وصفه بأنه الأعنف لوقف إطلاق النار الهش منذ دخوله حيز التنفيذ قبل ثمانية أيام.

 

وأفاد جهاز الدفاع المدني في غزة، أن العائلة كانت تحاول الوصول إلى منزلها في حي الزيتون بمدينة غزة عندما تعرضت الحافلة التي كانت تقلهم للهجوم بزعم عبورها "الخط الأصفر" الذي يفصل مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي.

 

قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة: "لقد تجاوزوا ما يُسمى "الخط الأصفر". أنا متأكد من أن العائلة لم تستطع التمييز بين الخطين الأصفر والأحمر لعدم وجود علامات فعلية على الأرض".

 

وقال وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس، إن "الخط الأصفر" الذي انسحبت إليه قوات الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار سيحدد بعلامات واضحة، وإن أي خرق لوقف إطلاق النار أو محاولة لعبور الخط ستُواجَه بإطلاق النار.

 

قصف صهيوني على جنوبي غزة

والأحد، شن جيش الاحتلال ضربات جوية وقصف مدفعي على أهداف في جنوبي قطاع غزة،

 

وأعادت "حماس" حتى مساء السبت 12 من أصل 48 رهينة متوفين، قائلةً إنها ستحتاج إلى معدات انتشال متخصصة لانتشال البقية من تحت أنقاض غزة.

 

وأرسلت تركيا العشرات من خبراء الإغاثة للمساعدة في البحث عن جثث تحت الأنقاض. وتستمر جهود انتشال الجثث بعد مرور أسبوع على وقف إطلاق النار، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 68 ألفًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

 

في هذه الأثناء، لا تزال المساعدات الإنسانية شحيحة للغاية في غزة بعد مرور أسبوع على وقف إطلاق النار، حسبما حذرت وكالات الإغاثة الإنسانية، حيث يقوم الكيان الصهيوني بتأخير دخول قوافل الأغذية إلى القطاع.