وثّق مقطع فيديو صادم من كاميرات المراقبة لحظة الاعتداء الوحشي على الشاب محمد محمود الفولي، البالغ من العمر 29 عامًا، في منطقة أبو الهنا – شارع 25 بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، قبل أن يتم خطفه وقتله على يد مجموعة من الأشخاص في واقعة بشعة هزّت الرأي العام.

يُظهر الفيديو مجموعة من الأفراد يلتفون حول الشاب في مشهد عنيف، حيث تعرّض للضرب المبرح وسط محاولات من بعض الأهالي للتدخل وإنقاذه، لكن دون جدوى أمام عنف الجناة وكثرتهم.

 

 

تفاصيل الجريمة: من الاعتداء إلى القتل
تعود الواقعة إلى مساء الخميس  قبل الماضي، حين تم العثور على جثة الشاب محمد محمود الفولي، الذي كان يعمل سائق "توك توك" بجانب عمله في ورشة ميكانيكا لمساعدة أسرته البسيطة.
وبحسب روايات أسرته وشهود العيان، فقد لقي مصرعه بعد أن اختطفه مجموعة من البلطجية عقب الاعتداء عليه في الشارع، تاركين جثمانه بعد ساعات في أحد الشوارع الجانبية مصابًا بعدة طعنات نافذة في الصدر والبطن، وفق تقرير الطب الشرعي الذي أكد أن الوفاة جاءت نتيجة نزيف حاد بسبب الجروح.

 

 

روايات الأهالي: “هاجموه بـ30 بلطجي ومعاهم سيدات”
بحسب روايات شهود العيان، بدأ الهجوم حين اعترض طريق محمد أكثر من ثلاثين شخصًا، بينهم أربع سيدات، مسلحين بأسلحة بيضاء وسكاكين ومواسير حديدية.
يقول أحد الشهود: "كنا قاعدين قدام الجراج، سمعنا محمد بيصرخ بيقول (الحقوني.. هياخدوا مني التوك توك)، محدش قدر يقرب، كانوا بيهددوا الناس بالسنج والسكاكين، وبعدها خدوه بالعافية وطلعوا بيه."

الهجوم استمر دقائق معدودة لكنها كانت كفيلة بتحويل الحي الهادئ إلى ساحة رعب، وانتهى المشهد بجريمة قتل مروعة.
 

الأسرة المكلومة: “الإعدام قليل عليهم”
في منزل تغمره الدموع، جلست أسرة الفولي تتلقى العزاء وسط صدمة لا توصف.
تقول فاطمة محمود رجب، شقيقة الضحية: "محمد كان بيشتغل من الصبح لآخر الليل عشان يساعدنا. كان بيحلم يتجوز ويعيش حياة بسيطة بالحلال. اللي عملوه فيه ما يرضيش ربنا.. الإعدام قليل عليهم."

أما جدته فقالت بصوت مرتجف: "محمد ما يعرفش الغلط.. كان بيساعد الغريب قبل القريب. اللي حصل ده كسرنا كلنا، وحسبنا الله ونعم الوكيل."
 

الأب المكلوم: “شوفته في التلاجة.. ما صدقتش”
يروي والد الضحية محمود رجب الفولي تفاصيل لحظة علمه بالحادث قائلًا: "كنت في شغلي وجالي تليفون بيقولولي إن محمد اتقتل. الدنيا سودة في وشي، جريت على المستشفى، أول ما شوفته في التلاجة ما صدقتش. محمد كان السند، وكان نفسه يعيش بالحلال. عايز حقه يرجع."

ويتابع الأب المكلوم بصوت مبحوح: "لو العدالة ما جابتش حقه، مش هيبقى فيه أمان في البلد."
 

شهود من الجيران: “الليلة دي هتفضل محفورة في دماغنا”
يقول أحد الجيران: "اللي حصل مرعب. حوالي 30 بلطجي مسلحين بكل حاجة، والناس خافت تتدخل. محمد وقع على الأرض وهما بيضربوه، وواحدة منهم داست على رقبته."

ويضيف آخر: "محمد كان محترم وهادي، الكل بيحبه. جنازته كانت مليانة ناس، والكل كان بيعيط عليه."
 

غضب شعبي على مواقع التواصل
انتشرت الواقعة كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر اسم “محمد الفولي” قائمة الأكثر تداولًا، وشارك الآلاف مقاطع الفيديو مطالبين بالقصاص.
كتب أحد المستخدمين: "رحمك الله يا ابن شبرا.. موتك فاجعة لكل اللي عرفوك."
وآخر أضاف: "الإعدام للبلطجية.. دم الفولي مش هيضيع."

 

 

مطالبات عاجلة بالعدالة والردع
أهالي المنطقة ناشدوا أجهزة الأمن سرعة القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، مؤكدين أن الحادثة ليست مجرد مشاجرة بل “جريمة قتل جماعي” بكل المقاييس.
وقال أحد السكان: "الناس بقت تخاف تنزل الشارع. لو اللي قتل محمد ما اتعاقبش بسرعة، محدش هيحس بالأمان."
 

البلطجة تتفشى.. ومطالب بإعادة هيبة القانون
حادثة الفولي كشفت مجددًا تصاعد ظاهرة البلطجة والعنف المسلح في الشوارع خاصة بالمناطق الشعبية، ويرى خبراء الاجتماع والأمن أن غياب الردع الفوري وتراخي تطبيق القانون شجّع على تكرار مثل هذه الجرائم.

 

 

ليلة رعب في القليوبية.. 30 بلطجيًا ينهالون على شاب بالأسلحة البيضاء حتى الموت (فيديو)