شهد مطار إسطنبول الدولي، أمس السبت، وصول طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية، تقل عشرات الناشطين الدوليين الذين شاركوا في أسطول الصمود العالمي، وذلك عقب ترحيلهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي اعترضت السفن أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني.

وحسب مصادر رسمية تركية، فإن الطائرة كانت تقل 36 مواطناً تركياً و137 ناشطاً دولياً من رعايا 12 دولة مختلفة، بينهم 23 من ماليزيا، إضافة إلى نشطاء من بريطانيا ودول أوروبية وعربية أخرى.
 

شهادات الناشطين
من أبرز الشهادات المؤثرة ما روته الناشطة البريطانية سارة ويلكنسون، إحدى المشاركات في الأسطول، والتي قالت:

"أهم ما تعلمته في الأيام الثلاثة الماضية التي قضيناها في الاحتجاز أن الإسرائيليين ليسوا بشراً مثلنا. صحيح لديهم أيادٍ ووجوه، لكنهم ليسوا منا.. إنهم وحوش."

وأضافت ويلكنسون واصفة تفاصيل المعاناة: "لقد أخذوا طعامنا وشرابنا. كنا على بعد 37 ميلاً فقط من غزة.. لقد شاهدناها بأعيننا من البحر."

تصريحات الناشطة البريطانية لاقت تفاعلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والحقوقية، باعتبارها شهادة مباشرة على ما تعرّض له النشطاء خلال الاحتجاز.
https://x.com/Mehmetcanbekli1/status/1974570054357262785
 

الموقف التركي: "صوت المظلومين"
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في منشور عبر منصة "إكس" أن بلاده تتابع عن قرب أوضاع النشطاء المرحّلين، مشدداً على أن هؤلاء "أظهروا موقفاً مشرفاً ضد الظلم بشجاعتهم وتصميمهم"، مضيفاً أنهم أصبحوا صوت المظلومين في العالم من خلال نضالهم من أجل العدالة والقيم الإنسانية.

وأشار فيدان إلى أن أنقرة ستعمل على ضمان عودة جميع مواطنيها إلى ديارهم في أقرب وقت، مؤكداً في الوقت ذاته أن تركيا لن تتخلى عن دعمها للقضية الفلسطينية.
 

الموقف الإسرائيلي: "استفزاز سياسي"
في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تحرّك الأسطول لم يكن "إنسانياً وإنما استفزاز سياسي لصالح حركة حماس"، وفق بيان رسمي.

وأضاف البيان أن إسرائيل عرضت نقل المساعدات عبر قنوات بديلة بالتنسيق مع دول أوروبية مثل إيطاليا واليونان، إلا أن المشاركين رفضوا ذلك، مشيراً إلى أن الكمية التي كانت على متن السفن "محدودة للغاية ولا تعكس ادعاء العمل الإنساني".

وأكدت الوزارة أن بعض الحكومات الأجنبية "لا تزال مترددة في استقبال مواطنيها"، وأن إسرائيل ستواصل تسريع عملية ترحيل جميع النشطاء الموقوفين.
 

تحرك شعبي لمواجهة الحصار
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد استولت، مساء الأربعاء الماضي، على 42 سفينة مشاركة في أسطول الصمود أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقلت مئات النشطاء الدوليين على متنها.

ويُعد "أسطول الصمود" أحدث مبادرة شعبية دولية تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ عام 2007، وهو الحصار الذي تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع بشكل غير مسبوق.