تواصلت العمليات العسكرية في قطاع غزة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، حيث أعلنت مصادر عبرية، اليوم الخميس، مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة ثمانية آخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت قوة عسكرية جنوب مدينة رفح، في منطقة تُعتبرها إسرائيل "آمنة" لتحركات قواتها.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإصابات خطيرة بين بعض الجنود، وقد جرى نقلهم عبر مروحيات عسكرية إلى مستشفى "بلينسون" في الداخل المحتل، فيما فرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيماً واسعاً على تفاصيل العملية وعدد المصابين.
الحادثة تأتي بعد أيام قليلة من عملية مماثلة شمالي قطاع غزة، حين قُتل أربعة جنود آخرين في تفجير استهدف دبابة إسرائيلية في جباليا، ما يعكس تصاعد أسلوب الكمائن والعبوات الناسفة في مواجهة توغل الاحتلال.
عمليات مشتركة للمقاومة
على صعيد ميداني آخر، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تنفيذ هجوم صاروخي استهدف تجمعات لجيش الاحتلال قرب مفترق مرتجى جنوبي خان يونس، بالتعاون مع كتائب المجاهدين، التي أكدت قصف تجمعات إسرائيلية بصواريخ من عيار 107 ملم واستهداف دبابة "ميركافا" بقذيفة "سَعير" في حي الزيتون شرق مدينة غزة.
كما تبنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار من نوع "ثاقب – برميلية" في منطقة المغراقة وسط القطاع، مؤكدة تدمير آلية عسكرية إسرائيلية، ونشرت مشاهد مصورة لقصف تجمعات الاحتلال بقذائف الهاون.
في المقابل، التزمت المؤسسات الإعلامية العبرية الصمت، مكتفية بتقارير مقتضبة عن إصابات في صفوف الجيش دون تفاصيل، وسط مخاوف متزايدة من محاولات المقاومة أسر جنود خلال العمليات البرية.
الاحتلال يؤجل دخول الفرقة 36
وفي تطور لافت، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن قيادة الجيش قررت تأجيل دخول الفرقة 36 إلى مدينة غزة لعدة أيام، بسبب "بطء وتيرة إخلاء السكان"، في إشارة إلى التعقيدات الميدانية التي تواجه الاحتلال.
وأكد المتحدث باسم الجيش أن العمليات العسكرية ستستمر "بشكل تدريجي" لتحقيق هدفين أساسيين: إعادة الرهائن والقضاء على سلطة حركة حماس، على حد تعبيره.
الوضع الإنساني في غزة
في الأثناء، أعلنت الأمم المتحدة أن القصف الإسرائيلي المستمر أدى إلى نزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني خلال يومين فقط، في ظل ظروف إنسانية قاسية. وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن آلاف العائلات تهرب سيراً على الأقدام في طرق مزدحمة ومن دون غذاء أو مأوى، مشيراً إلى أن 200 ألف شخص نزحوا منذ منتصف أغسطس الماضي.
كما حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن آلاف النساء يلدن في الشوارع بلا مستشفيات أو مياه نظيفة، مقدراً أن نحو 23 ألف امرأة في غزة محرومات من الرعاية الأساسية، فيما يولد قرابة 15 طفلاً كل أسبوع بلا مساعدة طبية.
حصيلة الحرب
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت حتى الآن – وفق وزارة الصحة- إلى 65 ألفًا و062 شهيدا بالإضافة إلى 165.679 جريحا، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة المئات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.