رغم ما تطرحه الحكومة تحت مسمى «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية» من سيناريوهات للنمو حتى 2030، فإن جوهر هذه التصورات يكشف استمرار النهج التقليدي نفسه، القائم على إصلاحات تدريجية بطيئة، لا تمس جذور الأزمة الاقتصادية ولا تغيّر من ضعف هيكل الإنتاج.

فالحكومة تتحدث عن معدل نمو يصل إلى 6% في أفضل الأحوال، بينما تعجز عن تقديم رؤية واضحة لإصلاح جذري ينعكس على حياة المواطنين.

https://x.com/i/status/1964752944953250218

السيناريو المسمى بـ«الإصلاحي» لا يتجاوز كونه وعودًا بزيادة الاستثمار والقطاع الخاص والصادرات، في حين أن الواقع يشهد انسحاب القطاع الخاص لصالح التوسع الحكومي والعسكري في الاقتصاد، وهو ما ينسف أي حديث عن تعزيز الإنتاجية أو توسيع قاعدة الصناعة غير البترولية.

أما السيناريو المتحفظ، الذي يفترض صدمات عالمية تؤثر على قناة السويس والطاقة، فيُظهر هشاشة البنية الاقتصادية واعتمادها المفرط على مصادر دخل محدودة.

الأكثر خطورة هو تعامل الحكومة مع ملف «استقرار الاقتصاد الكلي».

فقد وعدت بإجراء مسح جديد لدخل وإنفاق الأسر، لكنها لم توضّح إن كان المقصود المسح الذي انتهى منه الجهاز المركزي بالفعل، أم مسح لاحق.

وحتى الآن، تواصل السلطات حجب نتائج بحث 2021-2022، الذي يتضمن بيانات الفقر والدخل الحقيقية، ما يعكس غياب الشفافية في واحد من أهم الملفات المرتبطة بحياة المواطنين.

وبدلاً من نشر النتائج بوضوح للرأي العام، تكتفي الحكومة بالإشارة إلى «إتاحتها لجهات محددة»، ما يعني استمرار التلاعب بالمعلومات وحجب المؤشرات الاجتماعية الأساسية.

أما الحديث عن «النقاش المجتمعي» و«فتح المجال للخبراء والأكاديميين»، فلا يتعدى كونه ديكورًا سياسيًا يهدف لتلميع صورة الحكومة أمام الشركاء الدوليين، في حين أن القرارات الاقتصادية الكبرى تُتخذ بشكل مركزي وبعيدًا عن أي مشاركة حقيقية.

باختصار، تكشف «السردية» الحكومية عن محاولة لإعادة تسويق السياسات ذاتها التي أوصلت الاقتصاد إلى أزمته الراهنة، مع الإصرار على إخفاء الحقائق المتعلقة بمستويات الفقر والمعيشة، والاكتفاء بإطلاق وعود غير قابلة للتحقق، في الوقت الذي يزداد فيه العبء على المواطنين وتبقى مؤشرات العدالة الاجتماعية غائبة تمامًا.

 

غضب وسخرية

الخبير السياسي أحمد لطفي " السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية رؤية اقتصادية من 2030 إلى 2050 إنتو بتجيبوا الكلام الفارغ ده منين! سردية إيه وزفت إيه.. الحمار اللي حط العنوان ده للدراسة (أيوه حمار) عارف معنى كلمة "سردية"! جتكم القرف.".

https://x.com/AHMADLO13219562/status/1968412252475695194

وأضاف الدكتور محمد شعبان " اخيرا طلعت السردية الوطنية ١٧١ صفحة من الرغي و الانشاء مجهود رائع فى الكلام الذى بدون فائدة وصور و رسوم بيانية غير مترابطة هنا الرابط و من يعثر على شئ واضح و يستحق النقاش او حتى الاحترام يقول علية .. قال سردية قال".

https://x.com/shaaban77/status/1967643410162143450

وقال لفي جو " كنا بنسمع تواريخ بعد الانقلاب للخير اللي هيهب علي البلد من العسكر ادي لنفسه كام سنة مجاش فترة انقلاب مجاش فترتين مجاش والله ماعرف عملوها كام مرة بس برده مجاش فخبطها لرؤية ٢٠٣٠ وزي ماشايفين خراب في كل مجال لقوها قربت قالك يالا ٢٠٥٠ عشان كده الرقم ده هتسمعه كتير الفترة دي !!!".

وأوضح البرميل الأزرق " كل حاجة حلوة حتحصل فى ٢٠٥٠ ده على اساس إن هيبقى فيه مصر في ٢٠٥٠ طول ما القزم الجاسوس قاعد فيها".

https://x.com/Nisr1234/status/1967522415837356284

ولفت تليسكوب تويتر " الجهلة عندما يحكمون !!"

https://x.com/tlskwb_t/status/1967514340233523460

وسخر عبدالحليم الشافعي تعليقا على اعداد السائحين " و ٧٠ مليون فى ٢٠٨٠ و ٩٠ مليون فى ٢١٠٠ و طولت العمر ليكي يا فاجرة".

https://x.com/bdalhlym24060/status/1967475088762315030

وأوضحت الشركة الألمانية " تخطينا رؤية ٢٠٣٠ وبدأنا في ٢٠٥٠ ممكن يسموها الجمهورية الجديدة قوي خالص".

https://x.com/egyptian8888/status/1967578714113442042

ونوه أحمد زغلول " مجموعه من القرود قدرت تستولي علي قياده سفينه كبيره ومهمه. النتيجه واضحه تماماً".

https://x.com/AhmedZa05975496/status/1967512862475362660

في النهاية، ما تسميه الحكومة «سردية وطنية» لا يتجاوز كونه إطارًا شكليًا يكرر نفس السياسات التي أرهقت الاقتصاد وأفقدت المواطن الثقة في جدوى أي رؤية مستقبلية.

فبدون شفافية حقيقية في البيانات، وإصلاحات جذرية تشمل بنية الاقتصاد وتوزيع الثروة، ستظل «السردية» مجرد وثيقة دعائية، بينما يزداد العبء على المواطنين ويتسع الفارق بين الخطاب الرسمي والواقع المعاش.