أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الثلاثاء، شنّ غارات جوية على العاصمة القطرية الدوحة، استهدفت مقرات سكنية قالت إسرائيل إنها تابعة لقيادات من حركة حماس.
وأكدت القناة (14) الإسرائيلية أنّ الهجوم نُفذ بواسطة طائرات مقاتلة، وأنه استهدف قيادات بارزة من الحركة، بينهم الدكتور خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة، وزاهر جبارين، أحد مسؤولي الملف المالي في الحركة.
ورغم محاولات الاحتلال الترويج لنجاح العملية، فقد كشف مصدر قيادي في حركة حماس لقناة الجزيرة أنّ الوفد القيادي للحركة، برئاسة الدكتور خليل الحية، نجا من الغارات الإسرائيلية ولم يتعرض لأي أذى، الأمر الذي مثّل صدمة للرواية الإسرائيلية التي ربطت العملية بتحقيق "إنجاز نوعي".
وأضاف المصدر أن الاجتماع الذي استُهدف في الدوحة كان مخصصًا لمناقشة اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، ما يضفي بُعدًا إضافيًا على العملية الإسرائيلية التي جاءت في توقيت حساس سياسيًا ودبلوماسيًا.
وفي تطور آخر، نقلت القناة (12) العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الرئيس ترامب أعطى الضوء الأخضر للهجوم على قيادة حماس في الدوحة، في إشارة إلى وجود غطاء سياسي أمريكي مباشر لهذه العملية التي استهدفت الأراضي القطرية.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية القطرية الهجوم الإسرائيلي بأشد العبارات، واعتبرته "اعتداءً جبانًا وإجراميًا" استهدف الأمن الداخلي لدولة قطر، واصفة إياه بأنه انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية. وأكدت في بيان رسمي أنّ ما جرى يمثل تهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة المواطنين والمقيمين على الأراضي القطرية.
وقال الدكتور ماجد محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، عبر حسابه على منصة "إكس":
"إن هذا الاعتداء الغادر يهدد استقرار المنطقة بأسرها، ولن تسمح دولة قطر بمروره دون إجراءات حاسمة لحماية سيادتها وأمنها".
وأضاف الأنصاري أن الجهات الأمنية والدفاع المدني تدخلت فورًا للتعامل مع تبعات الهجوم، وأن التحقيقات لا تزال جارية على أعلى مستوى، مع وعد بالكشف عن تفاصيل إضافية قريبًا.
في المقابل، حاولت حكومة الاحتلال تصوير الغارات على أنها "رسالة قوية لحماس في الخارج"، حيث صرح وزير المالية الإسرائيلي بأن "الإرهابيين لن يكونوا في مأمن من قبضة إسرائيل الطويلة في أي مكان في العالم"، معتبرًا أنّ العملية نُفذت "بدقة وإتقان بالتنسيق بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك".
لكن مراقبين اعتبروا أن فشل إسرائيل في اغتيال الوفد القيادي لحماس، وخاصة الدكتور خليل الحية، يمثل إحراجًا سياسيًا وعسكريًا بالغًا، خاصة أن العملية لم تُعرض على نطاق واسع داخل الحكومة، إذ اكتفت القناة (12) الإسرائيلية بالكشف عن أن المجلس الوزاري الأمني المصغر فقط هو من أُطلع على تفاصيلها مع التوجيه بـ"التكتم الإعلامي".