شهدت مدينة كاتانيا في صقلية، إيطاليا، مظاهرة حاشدة مساء يوم الثالث من سبتمبر 2025 دعمًا لـ "أسطول الصمود العالمي" المتجه نحو قطاع غزة بهدف كسر الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية. الأسطول الذي انطلق من برشلونة ويضم عشرات السفن ومئات النشطاء من أكثر من أربعين دولة، يشارك فيه شخصيات بارزة من بينهم الناشطة البيئية المعروفة غريتا ثونبرغ، إضافة إلى منظمات إنسانية إيطالية أرسلت سفنًا مخصصة لدعم الحملة.
https://x.com/i/status/1963921443638374846
تفاصيل المظاهرة والمشاركون
تجمّع آلاف المتظاهرين وسط كاتانيا، حاملين أعلام فلسطين واللافتات الملوّنة التي كُتب عليها:
- "أسطول الصمود، حرية لغزة"
- "لن نغلق مضيق الأمل"
- "العدالة الآن، لا للاحتلال"
المشهد كان حافلًا بالحماس والتضامن، حيث علت الأناشيد الفلسطينية وردد المشاركون الهتافات بإيقاع جماعي.
وأكد المنظمون أن هذه المظاهرة تمثل رسالة دعم معنوي للأسطول، وتكشف أن التضامن مع غزة ليس مجرد فعل رمزي بل حركة عالمية تتسع يومًا بعد آخر.
صوفيا، شابة إيطالية في الثانية والثلاثين، قالت وهي ترفع صورة لطفلة من غزة: "جئتُ من ميلانو فقط لأقول للعالم: لا صفقة سلام مع الجوع والمجاعة." أما محمد، شاب فلسطيني مقيم في روما، فأكد: "كل قارب في الأسطول هو قارب أمل، والمظاهرة هنا هي صوت من لا صوت لهم في غزة."
أجواء المظاهرة
امتد الحشد على طول الشوارع المؤدية إلى الميناء، حيث ارتفعت الهتافات: "غزة ليست وحدها"، "أسطول الحرية سيصل"، و"من كاتانيا إلى غزة نحن معكم".
بعض المشاركين رفعوا صورًا للأطفال الشهداء في غزة، وآخرون حملوا لافتات باللغتين الإيطالية والعربية.
المشهد كان لافتًا من حيث التنوع؛ فقد حضر متضامنون من جنسيات مختلفة، بينهم ناشطون من حركات طلابية ونقابات عمالية.
وقد وصف مراقبون المظاهرة بأنها الأوسع في كاتانيا منذ سنوات، وأنها جاءت في توقيت حساس مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية للأسطول. التغطية الإعلامية المحلية سلطت الضوء على أن الشارع الإيطالي أصبح أكثر جرأة في إعلان رفضه لسياسات الحصار والحرب.
مواقف سياسية وإشارات إنسانية
في موازاة الحراك الشعبي، أكدت الحكومة الإيطالية أنها ستضمن الحماية الأمنية للمواطنين الإيطاليين المشاركين في الأسطول، على الرغم من تحفظاتها الرسمية على جدوى هذه المبادرات. هذا الموقف يعكس توازنًا بين الالتزام بمسؤولية الدولة تجاه مواطنيها وبين الحذر من الدخول في مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.
الأسطول نفسه يضم شخصيات دولية وحقوقية معروفة، إلى جانب منظمات إنسانية أوروبية. وقد أبرز المنظمون أن الحملة ليست فقط لإيصال المساعدات، بل لإعادة فتح النقاش عالميًا حول الحصار غير القانوني المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عامًا.
دلالات المظاهرة ورسالتها
المظاهرة في كاتانيا لم تكن مجرد تجمع محلي، بل رسالة عالمية عبّرت عن أن قضية غزة ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية إنسانية وأخلاقية. الأصوات التي علت في شوارع صقلية قالت بوضوح: "لن يكون هناك صمت بعد اليوم."
لقد مثّل هذا المشهد امتدادًا لحراك عالمي يتوسع يومًا بعد آخر، مؤكّدًا أن الضمير الإنساني لا يزال حاضرًا رغم محاولات القمع والتعتيم. كاتانيا أصبحت في تلك الليلة منبرًا للشعوب، وأسهمت المظاهرة في إيصال رسالة حاسمة: غزة ليست وحدها، وأساطيل الحرية ستواصل الإبحار، مهما كانت التحديات.