تشهد مصانع السكر في محافظات الصعيد حالة من الاحتقان المتصاعد بعد دخول أربعة مصانع رئيسية في إضرابات واحتجاجات متواصلة منذ ما يقرب من أسبوعين، وسط اتهامات من الأمن الوطني بترهيب العمال وتهديدهم بالاعتقال في حال استمرارهم في المطالبة بحقوقهم.
ففي كل من مصنع دشنا بمحافظة قنا، وأرمنت بالأقصر، وإدفو وكوم أمبو بأسوان، يواصل نحو 10 آلاف عامل حراكهم الاحتجاجي، مطالبين بزيادة الرواتب المتدنية، ورفع قيمة بدل الوجبة، وضم العلاوات المتأخرة منذ عام 2017، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الطبية داخل المصانع.
وبحسب روايات ثلاثة عمال من داخل المصانع، أكد أحدهم من مصنع دشنا، أن أمين شرطة من جهاز الأمن الوطني يدعى "شاطر" دخل المصنع صباح الأربعاء برفقة مدير عام الشؤون الإدارية، وأبلغ العمال المعتصمين بصدور تعليمات من ضباط الأمن الوطني باعتقال خمسة منهم ونقلهم إلى مقر الجهاز بقنا إذا لم ينهوا تجمهرهم فورًا، وأضاف العامل أن المدير الإداري هدد هو الآخر بملاحقة من وصفهم بـ"المحرضين" وعدم تركهم دون عقاب.
الاحتجاجات بدأت أولاً في مصنعي إدفو وكوم أمبو بأسوان قبل 11 يومًا، ثم امتدت إلى مصنع أرمنت بالأقصر يوم الاثنين الماضي، وصولاً إلى مصنع دشنا بقنا الثلاثاء، في مشهد يعكس تنسيقًا واسعًا بين العمال وتزايد حالة الغضب لديهم.
ويقول أحد عمال مصنع أرمنت، طالبًا عدم ذكر اسمه، إن متوسط الرواتب في مصانع السكر لا يتجاوز 5 آلاف جنيه، وهو ما لا يتناسب مع حجم الجهد المبذول ولا مع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار. وأضاف أن سوء الخدمات الطبية داخل معظم مصانع الشركة يزيد من معاناة العاملين، وهو مطلب رئيسي ضمن احتجاجاتهم.
أما في مصنع كوم أمبو، فقد أشار أحد العمال إلى أن الإدارة بدأت تستقطع مبالغ تتراوح بين 700 إلى 1000 جنيه من رواتب العمال شهريًا مقابل إدراجهم في منظومة التأمين الصحي الشامل التي بدأ تطبيقها بأسوان في يوليو الماضي، وهو ما فجر غضبًا إضافيًا في ظل ضعف الأجور.
كما يشتكي العمال من رفض الإدارة ضم العلاوات المتأخرة منذ 2017، حيث تطالبهم باللجوء للقضاء، وهو ما يعتبره العمال خطوة مكلفة ومجهدة بالنسبة لهم. إلى جانب ذلك، يؤكدون أنهم لم يحصلوا على أي من المنح المالية التي أعلن عنها عبد الفتاح السيسي ضمن الحزم الاجتماعية خلال العامين الماضيين.
وتعود ملكية المصانع الأربعة التي تشهد الاحتجاجات لشركة السكر والصناعات التكاملية، التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، والتي تأسست عام 1956 وتدير ثمانية مصانع للسكر في صعيد مصر، هي: أبو قرقاص، جرجا، نجع حمادي، دشنا، قوص، أرمنت، إدفو، وكوم أمبو.
ويعمل العمال حاليًا في فترة توقف إنتاج منذ نهاية أبريل الماضي، حيث يبدأ موسم عصر القصب وإنتاج السكر عادة في يناير ويمتد أربعة أشهر فقط، يعقبها دخول المصانع في مرحلة صيانة، مع الاستغناء عن العمالة الموسمية حتى بداية الموسم الجديد.