استشهد لؤي استيتية (46 عاماً)، المدير الإداري لنادي غزة الرياضي، أقدم وأعرق أندية فلسطين، جراء قصف إسرائيلي استهدف مواطنين كانوا في انتظار المساعدات الإنسانية عند محور "زيكيم" شمال قطاع غزة.

واستيتية، الذي عُرف حارساً بارعاً لمرمى فريق كرة اليد في النادي لسنوات طويلة، ارتبط اسمه بـ"العميد" – اللقب الذي يحمله النادي – كرمز للوفاء والالتزام الرياضي، قبل أن يتسلم إدارة النادي إدارياً، في وقت كانت الرياضة الفلسطينية تبحث فيه عن فسحة أمل وسط الحصار المتواصل.

نادي غزة الرياضي نعى مديره الإداري عبر بيان رسمي نشر على صفحاته، أكد فيه رئيس النادي الدكتور خالد الوادية وأعضاء المجلس والجمعية العمومية "أن استشهاد استيتية يمثل خسارة كبيرة للنادي وللرياضة الفلسطينية عموماً، حيث كان رمزاً للعطاء والالتزام، وسيظل حاضراً في ذاكرة العميد وأبنائه".
 

 

مأساة الرياضيين تحت الحصار والقصف
المجزرة التي أودت بحياة استيتية، أسفرت أيضاً عن استشهاد ثمانية آخرين، بحسب ما أكدته المصادر الطبية في مجمع الشفاء الطبي، لترتفع حصيلة ضحايا سياسة التجويع والاستهداف المتكرر إلى مئات الضحايا من مختلف الشرائح المجتمعية، بينهم العشرات من الرياضيين.

وخلال الشهور الماضية، فقدت الرياضة الفلسطينية نخبة من نجومها، أبرزهم سليمان العبيد (41 عاماً)، لاعب منتخب فلسطين السابق وأحد أعمدة الكرة الغزية، الذي استشهد في السادس من أغسطس الماضي بخانيونس، إلى جانب المدرب محرز أبو عودة، لاعب ومدرب فريق اتحاد بيت حانون، وكذلك إسماعيل أبو دان (37 عاماً) لاعب التفاح الرياضي، الذين لقوا حتفهم أثناء بحثهم عن الغذاء والمساعدات.
 

أرقام صادمة: 774 شهيداً و288 منشأة مدمرة
الإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تكشف حجم الكارثة التي حلت بالرياضة الفلسطينية منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، حيث ارتفع عدد الشهداء من الرياضيين والكشفيين إلى 774 شهيداً، بينهم أكثر من 355 لاعب كرة قدم.

كما دُمّرت ما يزيد عن 288 منشأة رياضية وكشفية في غزة والضفة، وتحولت بعض الملاعب إلى مراكز إيواء للنازحين مثل ملعب الشهيد محمد الدرة، في حين استُخدم ملعب اليرموك في غزة كمركز اعتقال وتحقيق من قبل قوات الاحتلال قبل أن يتحول إلى مأوى لعشرات الأسر.
 

نداء فلسطيني للمحاسبة الدولية
جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، شدد في مؤتمره الصحفي الأخير على أن ما يتعرض له الرياضيون الفلسطينيون هو "إبادة ممنهجة"، مؤكداً أن صمت المؤسسات الرياضية الدولية والإسرائيلية على حد سواء "يشكل تواطؤاً غير مباشر مع الجرائم المرتكبة".

وأضاف: "طالبنا بفرض مرجعية الالتزام بالقوانين والمواثيق الرياضية على إسرائيل، ومحاسبتها كما يُحاسب أي نظام ينتهك القوانين الدولية، خاصة مع مشاركة لاعبين ومسؤولين إسرائيليين في الجرائم أو تغطيتهم لها".