كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعوده بإنهاء الحرب الدائرة على قطاع غزة خلال فترة قصيرة لا تتجاوز أسبوعين أو ثلاثة، معتبرًا أن هذه الحرب يجب أن تصل إلى "نهاية حاسمة" في القريب العاجل، لما تسببه من جوع ودمار وموت بين المدنيين.

التصريحات جاءت، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، في وقت تتواصل فيه الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، والتي كان آخرها القصف الذي استهدف مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي القطاع، وأسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصًا، بينهم خمسة صحفيين، في ما وصف بأنه "استهداف مزدوج" عند المدخل الخارجي لمبنى "الياسين".

 

قلق من المجازر ومطالبة بإنهاء "الكابوس"
ترامب، وخلال لقائه الصحفيين في البيت الأبيض، قال إنه غير راضٍ عن الغارة الأخيرة على المستشفى، معترفًا بأنه لم يكن على علم مسبق بها، قبل أن يضيف: "لست راضيًا عنها، لا أريد أن أراها، وفي الوقت نفسه علينا أن ننهي هذا الكابوس."

ويعكس هذا التصريح حالة التناقض بين سعي ترامب لإظهار نفسه كطرف قادر على إنهاء الحرب بسرعة، وبين التزامه المعلن بأمن إسرائيل ودعمه السياسي لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.

 

إشادة بنتنياهو والتفاخر بالهجوم على إيران
ورغم انتقاده العلني لبعض الغارات الإسرائيلية، لم يتردد ترامب في الإشادة بنتنياهو، مؤكدًا أنه "يتعامل معه كثيرًا"، وأنهما حققا "نجاحًا باهرًا في إيران" على حد وصفه، في إشارة إلى العملية العسكرية المشتركة التي استهدفت منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني مؤخرًا.

هذه الإشادة أثارت تساؤلات بين المراقبين حول مدى جدية ترامب في ممارسة ضغوط حقيقية على حكومة الاحتلال لوقف التصعيد في غزة، خصوصًا أن تصريحاته غالبًا ما تجمع بين الانتقاد التكتيكي لجرائم بعينها، وبين الدعم الاستراتيجي المطلق لإسرائيل.

 

وعود تتكرر منذ بداية الحرب
ليست هذه المرة الأولى التي يتعهد فيها ترامب بإنهاء الحرب في غزة خلال "أسبوعين أو ثلاثة"، إذ سبق أن أطلق تصريحات مشابهة منذ اندلاع العدوان، لكنها بقيت في إطار الشعارات الإعلامية دون أي تحركات ملموسة على الأرض. ويرى محللون أن هذه التصريحات تخدم أهدافًا سياسية داخلية لترامب، إذ يسعى إلى تعزيز صورته كرجل قادر على تحقيق اختراقات في ملفات معقدة، مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في الولايات المتحدة.

 

مشهد دموي في غزة
في المقابل، تتواصل الخسائر الإنسانية في القطاع مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لهجماته الجوية والمدفعية. فقد أدى الاستهداف الأخير لمجمع ناصر الطبي إلى سقوط ضحايا من الطواقم الطبية والصحفيين والمرضى، ما أعاد إلى الواجهة المخاوف الدولية من استهداف المنشآت المدنية والطبية، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني.