نشر مركز الشهاب لحقوق الإنسان نص رسالة جديدة وصلت من داخل سجن بدر (3)، حملت توقيع السفير محمد رفاعة الطهطاوي – رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق – الذي يقبع في القطاع (2)، حيث يخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ أكثر من 45 يومًا برفقة نحو 58 معتقلاً آخرين، احتجاجًا على ما وصفه بـ "انتهاكات جسيمة وحرمان من الحقوق الأساسية".

الرسالة التي كتبها الطهطاوي من داخل زنزانته حملت صرخة استغاثة إلى الداخل والخارج، مؤكداً أن وزارة الداخلية تنفي وجود أي إضراب أو محاولات انتحار، بينما الحقيقة – وفقًا لقوله – أن عدد محاولات الانتحار داخل السجن تجاوز 16 حالة، بعضها جرى أمام القضاة في قاعات المحاكم، وأن الوضع الصحي لعدد من المضربين قد تدهور بشدة، ما استدعى نقل بعضهم إلى غرف العناية المركزة.

وطالب السفير السابق بـ تشكيل لجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق، ترفع تقريرها إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف، مشددًا على أن هذا المطلب "لا يُعد استقواءً بالخارج أو انتقاصًا من سيادة الدولة، بل يأتي في إطار التزام مصر كدولة عضو مؤسس في الأمم المتحدة بمواثيق ومعاهدات حقوق الإنسان".

وفي لفتة لاقت تفاعلًا واسعًا، وجه الطهطاوي نداءً خاصًا إلى الدكتور محمد البرادعي ليرأس هذه اللجنة، نظرًا لمكانته السياسية وما يحظى به من تقدير واسع، كما اقترح أن تضم اللجنة شخصيات بارزة مثل السفير شكري فؤاد والناشط السياسي جورج إسحق.

وفي حال تعذر ذلك، دعا الطهطاوي القاضي الدولي ورئيس وزراء الأردن الأسبق عون الخصاونة إلى تولي هذه المهمة، واصفًا إياه بـ "الرجل الشريف الذي لا يرد رجاءً مهما بلغت التحديات".

 

نص البيان كاملا:

أنا السفير محمد رفاعة الطهطاوي، المحبوس في قطاع (2) بسجن بدر (3)، والمضرب عن الطعام منذ أكثر من 45 يومًا مع 58 من زملائي، احتجاجًا على ما نتعرض له من انتهاكات وتجاوزات جسيمة وحرمان من حقوقنا الطبيعية.

بعد أن قامت وزارة الداخلية بنفي وجود إضراب عن الطعام أو محاولات انتحار بين المحبوسين في القطاع، في حين أن عدد محاولات الانتحار تجاوز 16 حالة، ومنهم من حاول الانتحار داخل قاعة المحكمة أمام القاضي، كما أن كافة أفراد القطاع الـ58 مستمرون في الإضراب عن الطعام منذ 45 يومًا، وبعضهم تم نقله إلى العناية المركزة بعد تدهور وضعه الصحي.

وحتى يقف الرأي العام المحلي والدولي على حقيقة ما يحدث، فإنني أطالب بتشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية لزيارة قطاع (2) بسجن بدر (3)، ترفع تقريرها إلى المفوضية السامية ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهذا ليس انتقاصًا من سيادة مصر أو استقواءً بهيئة أجنبية، لأن الأمم المتحدة منظمة دولية تمثل الإرادة المشتركة لكل الدول الأعضاء فيها، ومصر عضو مؤسس.

ونحن، عندما نطالب بالتحقيق في التزام النظام المصري بأحكام معاهدات حقوق الإنسان، فإننا بالتأكيد نطالب الحكومة باحترام الدستور والقانون.

وإنني أتوجّه برجاء خاص إلى الدكتور محمد البرادعي، بحكم وزنه السياسي ومكانته وما هو معروف عنه من نزاهة أصيلة، بأن يتفضّل برئاسة اللجنة المقترحة وأن يشملها بدعمه ورعايته، كما أرجو أن تضم اللجنة في عضويتها كلًا من السفير شكري فؤاد، والأستاذ جورج إسحق.

كما أتوجّه برجاء إلى الرجل الشريف السيد عون الخصاونة، رئيس وزراء الأردن الأسبق، والقاضي بمحكمة العدل الدولية بلاهاي، ورئيس مؤتمر فيينا للمعاهدات الدولية، أن يتفضّل برئاسة اللجنة ودعم مطلبنا في تشكيلها، إذا حالت الظروف بين الدكتور البرادعي ورئاسة اللجنة، فما أعلمه عنه أنه من قوم لا يردّون رجاء ولو كلفهم ذلك جهدًا ومشقة عظيمة.

السفير محمد رفاعة الطهطاوي
رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق
من "جوانتانامو القاهرة" – قطاع (2) سجن بدر (3).