أطلق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تحذيرًا شديد اللهجة أمس الأحد، مؤكّدًا أن إسرائيل شرعت عمليًا في تنفيذ مخطط يهدف إلى محو مدينة غزة من الوجود، في ظل استمرار القصف العنيف الذي يستهدف الأحياء السكنية والبنية التحتية الأساسية، وسط غياب أي تحرك دولي فعّال لوقف هذه الجريمة المروّعة.
وقال المرصد في بيان رسمي إن ما يجري في القطاع لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، مشيرًا إلى أن الاحتلال دمر حتى الآن أكثر من 70% من المباني السكنية في مدينة غزة، إضافة إلى استهداف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء التي تؤوي آلاف النازحين.
أرقام صادمة وخسائر كارثية
وأوضح المرصد أن الحملة الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة مئات الآلاف بجروح متفاوتة، في حين يعيش أكثر من مليوني شخص في ظروف إنسانية غير مسبوقة، بعد انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية بما في ذلك الكهرباء والمياه والرعاية الصحية.
وأشار التقرير إلى أن الاحتلال لا يكتفي بالقصف الجوي والمدفعي، بل يعتمد على سياسة الأرض المحروقة التي تستهدف كل مظاهر الحياة المدنية، ما يهدد بحدوث كارثة إنسانية لا يمكن التنبؤ بتداعياتها على المدى البعيد.
غياب الموقف الدولي وازدواجية المعايير
وانتقد المرصد الأورومتوسطي عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف الجرائم الإسرائيلية، متهمًا الدول الكبرى بالتواطؤ أو الصمت المريب، رغم وضوح الأدلة التي تثبت ارتكاب الاحتلال لانتهاكات خطيرة ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأضاف البيان أن البيانات والتصريحات التي تصدر عن الأمم المتحدة وبعض العواصم الغربية لا تتعدى كونها مواقف شكلية لا تترجم على أرض الواقع، إذ لم يتم حتى الآن فرض عقوبات فعالة أو اتخاذ خطوات لردع الاحتلال أو إلزامه بوقف عدوانه المستمر.
تحذيرات من تبعات كارثية
حذّر المرصد من أن استمرار الوضع على ما هو عليه يعني تدمير الهوية العمرانية والحضارية لمدينة غزة بالكامل، فضلًا عن تهجير قسري محتمل لمئات الآلاف من السكان نحو المجهول، في خطوة يرى المرصد أنها تمثل أكبر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث.
وطالب المرصد المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والعمل الفوري على فرض وقف لإطلاق النار، وإحالة قادة الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى تأمين ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين العالقين تحت القصف والحصار.
دعوات للتحرك الشعبي والدولي
وفي ختام بيانه، دعا المرصد جميع المنظمات الحقوقية الدولية، إضافة إلى الشعوب الحرة، إلى تنظيم حملات ضغط واسعة على الحكومات الغربية لوقف دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل، مؤكدًا أن التاريخ سيسجل هذه المرحلة كإحدى أبشع الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.