في خطوة أثارت غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتقلت السلطات الشاب عبد الرحمن، صانع الفيلم الترويجي للمتحف المصري، بعد أن لاقى عمله إعجاب الكثيرين واعتُبر جهدًا فرديًا مميزًا يروج للحضارة المصرية بطريقة مبتكرة.
القرار اعتبره ناشطون "فضيحة جديدة" لوزارة السياحة والآثار التي كان يفترض بها دعم المواهب الشابة بدلًا من معاقبتها، خاصة في وقت تعاني فيه السياحة المصرية من ضعف في الترويج الخارجي.
غضب على السوشيال ميديا
النشطاء أطلقوا وسمًا ساخرًا من وزير السياحة، مؤكدين أن الحكومة بدلًا من أن تحتضن الشباب الموهوبين وتستفيد من إبداعهم، تعاملهم كخصوم.
وكتب أحد النشطاء: "لو كان الفيلم معمول بملايين وبواسطة شركة أجنبية، كانوا طبلوا له… لكن لما يعملوا شاب مصري موهوب، يعتقلوه!".
قرار يعكس عقلية قديمة
اعتقال عبد الرحمن يعكس ذهنية بيروقراطية عقيمة تسيطر على وزارة السياحة، التي ترى في كل جهد مستقل تهديدًا لها بدلًا من أن تعتبره فرصة.
بينما العالم كله يبحث عن طرق جديدة للترويج لتراثه، يصر وزير السياحة على أن "مش أي حد يعمل حاجة"، وكأن الإبداع صار ممنوعًا إلا بإذن رسمي.
الفشل الحكومي في استثمار الفرص
الحكومة فشلت مرارًا في تقديم محتوى دعائي يليق بحضارة مصر، ومع ذلك لم تحتمل أن يأتي شاب ويقدم عملًا مجانيًا مبدعًا يلقى صدى واسعًا.
بل كان ردها الوحيد: الاعتقال! وهذا ما جعل كثيرين يعتبرون القرار رسالة تخويف لأي شاب يفكر في الإبداع خارج وصاية الدولة.
وأخيرً.. فاعتقال عبد الرحمن ليس مجرد واقعة فردية، بل هو دليل جديد على فشل الحكومة ووزارة السياحة في احترام المبدعين ودعمهم، ورسالة واضحة أن النظام لا يرى في الشباب سوى تهديد يجب قمعه بدلًا من أن يكونوا شركاء في صناعة صورة أفضل لمصر.
إن ما حدث فضح عقلية "محاربة المواهب" التي باتت تميز حكومة السيسي، وأكد أن الوزير الذي يعجز عن دعم شاب موهوب، هو نفسه الوزير الذي يعجز عن إنقاذ السياحة المصرية.