أزاحت تقارير إسرائيلية الستار عن تفاصيل "غير معتادة" في العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب، تكشف عن مستوى مقلق من الود المتبادل والتطبيع العميق، تمثل في تقديم مسؤولين مصريين رفيعي المستوى هدايا فاخرة لبنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
نتنياهو تلقى أكثر من ألف هدية منذ 2017... بينها هدايا من القاهرة
الصحافة الإسرائيلية، وفي مقدمتها صحيفة Ynet، نشرت تقريرًا مقتبسًا من أرشيف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، يؤكد تلقي نتنياهو 1057 هدية دبلوماسية منذ عام 2017، من بينها مجموعة من الهدايا قُدمت من قبل مسؤولين مصريين كبار، بينهم رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية وقائد القوات الجوية.
وبحسب التقرير، فإن قائد القوات الجوية المصرية، خلال زيارة أجراها إلى إسرائيل في أغسطس 2017، قدّم لنتنياهو مجموعة هدايا تضم:
- رقعة شطرنج مزينة بشخصيات فرعونية
- تمثال فرعوني صغير
- علبتين فاخرتين للمكياج والمجوهرات
- طقم كؤوس من 6 قطع وإبريق وصحن
فيما أهدى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية:
- ربطة عنق حمراء فاخرة
- قَاطعة سيجار من الفضة والذهب
- منفضة سجائر من الخزف البرتقالي
- علبة برتقالية لحفظ السيجار
- سيجار كوبي فاخر (كوهيبا) داخل صندوق خشبي
- ولاعة فضية
"غرفة الهدايا" في مكتب نتنياهو.. ومصير غامض للمقتنيات
أشار التقرير الإسرائيلي إلى أن معظم هذه الهدايا تم نقلها إلى ما يُعرف باسم "غرفة الهدايا"، وهي قاعة مخصصة لحفظ مقتنيات الزعماء والسياسيين، دون تقديم تفاصيل دقيقة بشأن كيفية التعامل مع هذه القطع لاحقًا أو مصيرها، الأمر الذي أثار تساؤلات في الصحافة العبرية عن مدى قانونية استخدام نتنياهو لبعضها لأغراض شخصية.
رد رسمي مصري: "إجراءات بروتوكولية متعارف عليها"
في أول تعليق مصري، نقلت شبكة RT الروسية عن مصادر مصرية مطلعة تأكيدها أن تقديم الهدايا "يأتي ضمن البروتوكولات المتعارف عليها في العلاقات الدبلوماسية"، مشددة على أن مثل هذه الهدايا تُقدم في اللقاءات الرسمية والزيارات المتبادلة بين الدول التي تربطها علاقات تعاون.
لكن هذا التبرير الرسمي لم يهدئ الغضب الشعبي، خاصة في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وفرض حصار خانق على غزة، وارتفاع أعداد الشهداء إلى عشرات الآلاف منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023.
انتقادات لاذعة في الشارع العربي: "هدايا وسط الدماء"
التقرير الإسرائيلي أثار موجة استياء عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف ناشطون وحقوقيون ما ورد بأنه "سقوط سياسي وأخلاقي"، مشيرين إلى أن تقديم هدايا فاخرة لنتنياهو - الذي يُتهم بارتكاب جرائم حرب في غزة - يمثل "صفعة على وجوه الضحايا" و"مكافأة للجزار بدلًا من محاسبته".