في يومها الـ655، لا تزال آلة القتل الإسرائيلية تواصل حربها الشعواء على قطاع غزة، مخلفة مجازر جديدة ومآسي مضاعفة، وسط صمت دولي مخزٍ، وتواطؤ سياسي وعسكري أميركي واضح، وخذلان عربي غير مسبوق.

قطاع غزة يعيش لحظة إبادة جماعية مكتملة الأركان، حيث لا يتوقف القصف، ولا تصل المساعدات، بينما يموت الأطفال جوعًا وتنهار البنية الإنسانية في منطقة لم يتبق فيها شيء من الحياة.

 

مجزرة جديدة كل ساعة
منذ فجر اليوم الثلاثاء، استشهد 43 فلسطينيًا في سلسلة غارات وقصف مدفعي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وفق بيانات رسمية من وزارة الصحة ومصادر طبية ميدانية.

وتركزت الهجمات الإسرائيلية في مناطق الجنوب والوسط، حيث طالت الغارات منازل مأهولة ومخيمات نازحين، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء، من بينهم عائلات بأكملها.

أحد أكثر المشاهد قسوةً حدث فجراً عندما قصفت طائرات الاحتلال خيام النازحين في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 14 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفى الشفاء وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

في خان يونس، استهدفت الغارات الإسرائيلية أحياء سكنية مثل بطن السمين، وأدت إلى استشهاد 17 مواطنًا، من بينهم:

  • يزن أحمد صالح الرقب
  • حاتم محمد النجار
  • عمار الأسطل
  • هدى أبو ستة
  • علي أبو نصيرة
  • وآخرون بينهم أطفال ونساء

أما دير البلح وسط القطاع، فشهدت عمليات توغل برية وقصف مدفعي مكثف، أدى إلى استشهاد عدة مواطنين، بينهم الشهيد حسن فطاير الذي استُهدف بطائرة مسيّرة أثناء تفقده لمنزله المدمر.

تجويع ممنهج.. والموت بالأعراس وبالمساعدات
في مشهد مؤلم يختزل معاناة غزة، قُتل عدد من المواطنين أثناء انتظارهم للمساعدات الإنسانية في منطقة السودانية شمال غربي القطاع، وهي سياسة قتل جديدة يتبعها الاحتلال منذ أسابيع بتحويل نقاط توزيع الغذاء إلى مصائد موت جماعي.

ووفق مجمع ناصر الطبي، فإن المواطنة رحيل رصرص (32 عامًا) توفيت اليوم نتيجة سوء التغذية الحاد والجفاف، كما سُجلت وفاة طفل رضيع شمال القطاع والطفل عبد الحميد الغلبان في خان يونس لذات السبب، ما يعكس حجم الأزمة الغذائية التي تضرب القطاع بشكل ممنهج.

منذ 27 مايو الماضي، وهو اليوم الذي بدأ فيه الاحتلال استهداف نقاط توزيع الغذاء، قُتل أكثر من 1,026 شهيدًا أثناء محاولتهم الوصول لمساعدات، وأصيب ما لا يقل عن 6,563 آخرين، وسط استخدام "مؤسسة غزة الإنسانية" – ذات الطابع الإسرائيلي الأميركي – كأداة لـ"القتل تحت غطاء العمل الإنساني".

 

تدمير شامل.. ومحو للهوية
ووفق بيانات وزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد أسفرت الحرب المستمرة عن:

  • 59,106 شهيدًا
  • 142,511 جريحًا
  • أكثر من 11 ألف مفقود
  • تدمير 88% من مباني قطاع غزة
  • أكثر من 15 ألف مجزرة
  • إبادة 2,500 عائلة بشكل كامل

دمرت قوات الاحتلال:

  • 149 مدرسة وجامعة كليًا، و369 جزئيًا
  • 828 مسجدًا كليًا و167 جزئيًا
  • 19 مقبرة

وسيطرت على 77% من مساحة القطاع بالاجتياح والتهجير

ومن بين الشهداء:

  • 1,582 من الطواقم الطبية
  • 220 صحفيًا وإعلاميًا
  • 115 من الدفاع المدني
  • 754 من الشرطة ومرافقي قوافل المساعدات

 

أصوات من الداخل والخارج: "غزة ستبقى الخصم"
أمام هذا المشهد الكارثي، تعالت بعض الأصوات الغاضبة من داخل العالم العربي، رغم محدوديتها، مطالبةً بكسر الصمت وإنقاذ ما تبقى من غزة:

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي دعا المجتمع الدولي للتحرك العاجل لكسر الحصار عن غزة وضمان إدخال المساعدات دون قيد أو شرط.

الصحفي الفلسطيني أنس الشريف كتب: "والله إنّ أهل غزة سيكونون خصمكم أمام الله، على كل لحظة جوع، وعلى كل دمعة طفل، وعلى كل أم ثكلى".
https://www.facebook.com/ans.al.alshryf.2025/posts/pfbid0VeaSPqSR2EZ4Zhku3AoGCaSYuBfdxUSxpJ9hfZK1rRq916ry6P7i4uosMSD3xCnzl

الإعلامي المصري مصطفى بكري غرّد على منصة "إكس" قائلاً: "أهلنا ، أطفالنا ، نساؤنا ، شيوخنا ، شبابنا من أبناء غزه ، يموتون جوعا ، وعندما يزحفون إلي مراكز توزيع المساعدات يقتلون بالرصاص . كيف ينام هذا العالم البغيض والصغار يلفظون أنفاسهم بسبب حرب التجويع ومنع الدواء . كيف نصمت كأمه ، وإلي متي هذا الهوان . لدينا أوراق ضغط عديده تجبر الصهاينه علي وقف حرب الإبادة والموت البطئ . التاريخ لن يرحم ، وصفحاته ستجلل بالسواد؟".
https://x.com/BakryMP/status/1947016567742493081