أقدم الناشط المصري أنس حبيب، المقيم في هولندا، اليوم الإثنين على إغلاق أبواب السفارة المصرية في لاهاي، باستخدام أقفال حديدية، تعبيرًا عن غضبه من استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي، وما يترتب عليه من تجويع خانق لأهالي قطاع غزة.

ووثق حبيب تحركه عبر بث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيه وهو يضع الأقفال على المدخلين الرئيسيين للسفارة المصرية، قبل أن يتعرض لمواجهة مباشرة من أحد موظفي السفارة، حاول الاعتداء عليه وسط الشارع، لكنه تراجع لاحقًا إلى داخل المبنى دون وقوع اشتباك جسدي.

وقال الناشط في مقطع الفيديو إن ما فعله جاء ردًا على "تواطؤ النظام المصري مع الاحتلال الإسرائيلي في تجويع أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع"، مؤكدًا أن استمرار إغلاق معبر رفح منذ أشهر، في ظل الحرب والمجاعة، يُعد "جريمة صامتة" تتورط فيها أطراف عربية إلى جانب تل أبيب.

وفي مشهد رمزي، قام حبيب برش كميات من الطحين أمام بوابة السفارة، قائلاً: "هذا الطحين الملقى على الأرض هو ما يُجبر أهالي غزة على جمعه من تحت الأنقاض والتراب بحثًا عن لقمة العيش"، في إشارة إلى مشاهد متكررة من القطاع المحاصر، حيث يضطر السكان إلى التقاط المواد الغذائية من الشوارع بعد القصف، أو خلال لحظات نادرة من فتح المعبر.

ووجه رسالة مباشرة إلى موظفي السفارة قائلاً: "اجمعوا الطحين كما يجمعه أهلكم في غزة... اليوم سأدخل الطحين والبيض إلى السفارة، خلافًا لما يقوم به النظام الذي يمنع الغذاء والدواء عن الغزيين"، في إشارة واضحة إلى تحميل السلطات المصرية  المسؤولية عن استمرار الكارثة الإنسانية في القطاع.

يُذكر أن معبر رفح ظل مغلقًا بشكل شبه دائم منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، ولم تُفتح أبوابه إلا في حالات محدودة تحت إشراف دقيق، وسط اتهامات متكررة لسلطات عبدالفتاح السيسي بالتنسيق الأمني واللوجستي مع الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

وتأتي هذه الحادثة بعد أسابيع من تقارير حقوقية دولية اتهمت عدة أطراف، بينها مصر، بالتواطؤ في "التجويع كسلاح حرب" في غزة، في ظل الحصار الكامل المفروض، ومنع المساعدات الغذائية والدوائية، وتعطيل عمليات الإغاثة الإنسانية.

وفي الوقت الذي تواصل فيه القاهرة التزام الصمت حيال إغلاق المعبر، تتزايد دعوات شعبية وحقوقية مصرية وعربية لكسر الحصار، وإعادة النظر في السياسات الرسمية التي يرى كثيرون أنها تنحاز لأمن الاحتلال على حساب دماء الفلسطينيين وكرامتهم الإنسانية.

 

ِشاهد:
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=680109921743555

https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=1227236602485949