تعود فزّاعة الإرهاب لتُستخدم كأداة تخويف وتضليل، بعد الأحداث الدامية التي حدثت في مصر من حريق سنترال رمسيس والذي أسفر عن مقتل 4 مهندسين مرورا بحوادث الطرق، والتي شهدت إحداها مصرع 18 فتاة من عمال اليومية، ومرورا بالتسريبات الإعلامية عن وجود مخطط يستهدف مصر والسيسي، ليغتال أمن السيسي مواطنَين مصريين بحجة استعدادهما لتنفيذ عمليات عدائية ضد منشآت أمنية واقتصادية بالبلاد، ضمن مخطط لحركة «حسم».

 

بيان مضلل

وجاء في بيان الداخلية أن "العملية، التي جرت في 7 يوليو، تضمنت مداهمة شقة في بولاق الدكرور، اختبأ بها العنصران اللذان قتلتهما «الداخلية»، واللذان بادرا بإطلاق النار على قوات الأمن، التي بادلتهم إطلاق الرصاص، بعدما أصابا وقتلا شابًا قالت الوزارة إنه كان في طريقه لصلاة الفجر، وأصابا ضابطًا حاول سحبه خارج نطاق العملية، قبل أن تنجح قوات الأمن في «تصفيتهما» وتضبط معهما «خزينتا رصاص وطبنجتان وعدد من الأسلحة»، بحسب الفيديو الذي نشرته الوزارة" والذي ثبت فيما بعد بأنه مأخوذ من مسلسل الاختيار.

 

بحسب بيان الداخلية، الصادر "عقب نحو أسبوعين من الواقعة، فإن القتيلين هما أحمد محمد عبد الرازق أحمد غنيم، الذي قالت إنه تسلل عبر الدروب الصحراوية من دولة مجاورة، وأنه «أحد أخطر عناصر حسم»، وصادر ضده أحكام بالإعدام والسجن المؤبد، وقُتل معه في المداهمة عنصر آخر يدعى إيهاب عبد اللطيف محمد عبد القادر، مطلوب ضبطه في محاولة استهداف عدد من الشخصيات المهمة".

وأشار البيان كذلك إلى خمسة أسماء قال إنهم قيادات «حسم» الذين تولوا وضع مخططها، وعلى رأسهم يحيى السيد إبراهيم محمد موسى، المحكوم عليه بعدد من أحكام الإعدام، أحدها في قضية اغتيال النائب العام، إلى جانب أحد المحكوم عليهم بالمؤبد في التخطيط لاستهداف عدد من الشخصيات الهامة وتزوير محررات رسمية، ويدعى محمد رفيق إبراهيم مناع، فضلًا عن ثلاثة من المحكوم عليهم في عدد من القضايا لمحاولتهم استهداف شخصيات هامة، ويدعون، علاء علي علي السماحي، ومحمد عبد الحفيظ عبدالله عبد الحفيظ، وعلي محمود محمد عبد الونيس.

 

قتل خارج القانون

بعد بيان «الداخلية»، قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إن العنصر المتسلل من الخارج الذي وصفته الداخلية نجل مسجون توفي داخل محبسه في مارس الماضي، بعدما سبق تدويره في قضية إرهاب، رغم قرار قضائي سابق بإخلاء سبيله، وأن والدته مقبوض عليها ومخفية قسريًا.

توصّل فريق الشبكة إلى أنه لا توجد معلومات مؤكدة عن هذه القضية، وإن وُجدت، فمن المحتمل أن إيهاب هو المتهم الوحيد فيها، ما يعني أن القضية ربما أُنشئت لتبرير ما لا يمكن تبريره: التصفية خارج إطار القانون!

فهل أصبح من المعتاد إنشاء القضايا بعد الوفاة؟! وهل صارت أوراق الاتهام تُكتب لاحقًا لتُغطي على الدم؟!.

 

لماذا تأخر البيان 13 يوما

وقالت الشبكة إن بيان الداخلية صدر بعد 13 يومًا من عملية التصفية، في تأخير مريب وغير مبرر! متسائلة:

• لماذا لم يُعلن عن الواقعة في حينها؟

• أين تفاصيل “الاشتباك”؟

• ما هي الأدلة؟

• لماذا لم تُنشر صور أو معلومات دقيقه ؟

كل المعطيات تشير إلى أن:

• إيهاب شاب طموح، بلا سوابق أمنية أو نشاط سياسي.

• اختفى فجأة اثناء امتحاناته بعد اخر زيارة لاسرته بتاريخ 2 يوليو الحالى .

• والده و والدته مختفٍين قسرًا منذ 7 يوليو.

• لا توجد قضية موثّقة بالرقم المذكور.

• لم يُعرض على النيابة، ولم تجرِ له محاكمة.

• التصفية أُعلنت متأخرة، والبيان خالٍ من أي دلائل حقيقية.

وأضافت الشبكة من الجدير بالذكر أنه قد انتشر يوم الجمعة الموافق 4 يوليو – أي قبل ثلاثة أيام من تاريخ التصفية – فيديو غير معروف المصدر، يُنسب إلى حركة “حسم”، إلا أن الحركة لم تعلن أي صلة لها بالفيديو المنشور، كما جرت العادة.

 

تمثيلية حسم

الكاتبة الصحفية آيات عرابي رأت أن كل تلك الضجة ماهي إلا مسرحية قائلة " تمثيلية #حسم….. فزاعة سوريا والعراق!!".

https://x.com/ayaa00/status/1947025247334801500

وقال الكاتب الصحفى " قطب العربى"، إن الداخلية مهدت لبيانها بإعلانات على القنوات ، ثم حذفتها ثم ظهرت ببيان مصور خلاصته انها حاصرت وكرا اختبأ به عضوان من حركة حسم وبعد تبادل إطلاق النار تم تصفية العنصرين ، واكد البيان انها كانت خلية لحركة حسم التي أحيت نشاطها ، واعدت خططا لعمليات تخريب واغتيالات الخ.

وأضاف في تغريدة له "مبدئيا مصداقية الداخلية مضروبة في مثل هذه البيانات، ولدينا تدقيق من إحدى منصات التحقق المهمة كشف أن عدة لقطات في بيان الداخلية مأخوذة من مسلسل الاختيار.

 

أسباب الزج بفزاعة الإرهاب

وعن أسباب هذا الزج أوضح قطب أن "النظام من أسابيع بيعلن عبر أبواقه إن مصر بتتعرض لمؤامرة كونية ، ولم يستطع تقديم دليل على ذلك في مواجهة مطالبة الكثيرين له بتحديد أطراف هذه المؤامرة،  والآن هو يحاول تقديم  دليل بغض النظر عن مدى صدقه".

ونوه أن المعتقلين بسجن بدر ٣ وهم قيادات الصف الأول في حكومة الدكتور مرسي رحمه الله وفي جماعة الإخوان نجحوا في كسر الحصار المفروض عليهم، وتمكنوا من تسريب رسائل أعلنوا فيها دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام حتى الموت بل إن بعضهم حاول الانتحار فعلا بسبب محاولة النظام تصفيتهم عبر الموت البطئ، وهناك حالة تعاطف متصاعدة مع معركتهم من أجل حريتهم، وقيادة السجن حاولت التقفيل على الموضوع وثنيهم عن الإضراب لكنها فشلت فكان لازم صناعة حدث كبير لصرف الانتباه عن معركة المعتقلين.

وكشف أن النظام طيلة الأسابيع الماضية كان حريصا على إحياء فزاعة الاخوان لتخويف بعض الفئات الداعمة له والتي تتململ الآن، وكذا تخويف الداعمين الإقليميين الذين بدأوا في خفض دعمهم وقد يوقفوه.

ولفت أن الجميع يشعر بالأزمة الاقتصادية الكبيرة من غلاء فاحش، وانهيار قيمة الجنيه، وارتفاع الديون ولابد للنظام ان يخترع اي حدث لتذكير الناس بنعمة الأمن اللي. لازم يسكتوا عن أي شئ آخر مقابلها.

وبين أن المطالبات المتصاعدة محليا وخارجيا للنظام بفتح معبر رفح وانقاذ أهل غزة الذين يموتون بالفعل من المجاعة الآن، والجهة الوحيدة القادرة على الإنقاذ هي مصر، وفي مواجهة هذه الضغوط لازم النظام يخترع حدث كبير ليكون ذريعة للتهرب من هذا الاستحقاق.

وأكد طبعا لا يهم النظام أن هذا الاعلان هو رسالة سلبية جدا للاستثمار، المهم بقاؤه على الكرسي؛ بهذا الإعلان يثبت النظام أن الأمن لم يستقر بعد، وأن الارهاب لا يزال يضرب في مصر، وهو ما يدفع أي مستثمر للانصراف عن مصر، مرة تاني أنا ضد العنف والإرهاب أيا كان مصدره ومع التغيير السلمي، وحين أتيقن من وجود عمل إرهابي فلا أتأخر في إدانته، ولكني لست مستعدا لتسليم عقلي لروايات محل شك. https://x.com/egy_technocrats/status/1947004799737536637

 

الاستعانة بمشاهد تمثيلية

وأفادت منصة 'التحقق بالعربي' المتخصصة في تدقيق المعلومات أن وزارة الداخلية تستعين بمشاهد من مسلسل "الاختيار" في بيان مداهمة عناصر "حسم"، دون الإشارة إلى أنها مشاهد تمثيلية.

وأشار متابعون إلى أن نفس العقلية التي استعانت عام 2013 بالمخرج خالد يوسف لتصوير "جماهير" مفبركة في الشوارع، لتسويق انقلاب عسكري كأنه ثورة شعبية، ولفتوا إلى أن هذه ليست زلّة، بل منهج يتبعه السيسي "الممثل الفاشل" حيث يعيد إنتاج بطولاته الوهمية عبر الدراما الأمنية كلما شعر بخفوت الاضواء حوله .