تتواصل المذبحة المفتوحة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، في يومها الـ634 على التوالي، وسط دعم سياسي وعسكري أمريكي وصمت دولي خانق. لا تهدأ الغارات، ولا يهدأ نزف الدماء، بينما تزداد المجاعة تفشياً، ويستمر استهداف النازحين والمجاعة كأدوات قتل جماعي.

فمنذ فجر اليوم الثلاثاء، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على مختلف مناطق قطاع غزة، تراوحت بين القصف الجوي بالصواريخ، والإغارات من الطائرات المسيّرة، إلى القصف المدفعي الثقيل، مستهدفة منازل المدنيين، نقاط توزيع المساعدات، وأماكن نزوح اللاجئين الذين فرّوا أصلاً من الموت، ليجدوه أمامهم من جديد.

 

مجزرة تلو أخرى.. والموت يطارد النازحين

وفق مصادر طبية، بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا خلال الساعات الماضية على يد آلة القتل الإسرائيلية، ما لا يقل عن 59 شهيداً، إلى جانب عشرات المصابين، في سلسلة هجمات متفرقة، أبرزها:

  • استشهاد 4 مواطنين جراء قصف مركبة في حي الشيخ ناصر بخانيونس.
  • استشهادالمواطن محمود عنان حسونة إثر استهداف مجموعة مواطنين في شرق حي التفاح بمدينة غزة.
  • استشهاد المواطن أحمد محمد موسى جاد الله بقصف من طائرة مسيّرة على غرب النصيرات وسط القطاع.
  • 6 شهداء سقطوا قرب مركز توزيع مساعدات شمالي رفح، بينهم أطفال وشبان، في واحدة من جرائم استهداف المجوّعين.

كما سقط عدد كبير من الشهداء في مخيم خان يونس جراء قصف على منزلين لعائلتي الزناتي والحلاق، عرف منهم:

  • العنود أكرم مطر
  • صبا علي أبو صبحة
  • هيا ياسر أبو صبحة
  • فتحية حسين أبو نصر

ولم تسلم خيام النازحين من نيران الطائرات المسيّرة؛ إذ استشهدت سيدة وأصيب آخرون في منطقة المواصي غربي خان يونس، في استهداف مباشر لخيمة تؤوي فارّين من المجازر في الشرق.

 

مستشفيات تنهار.. والخدمات الطبية تتوقف

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن توقف خدمة غسيل الكلى نهائيًا في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مشافي القطاع، بسبب نفاد الوقود، مما يعكس الانهيار التام في البنية الصحية. وفي السياق ذاته، أكد مستشفى العودة في النصيرات استقباله شهيدًا و50 إصابة خلال 24 ساعة، بينهم 10 إصابات خطيرة نتيجة إطلاق نار على المنتظرين للحصول على مساعدات غذائية.

 

القتل الجماعي عند طوابير الخبز

تحوّلت نقاط توزيع المساعدات المحدودة إلى مصائد موت جماعية، منذ 27 مايو الماضي، حين غيّر الاحتلال قواعد الاشتباك بشكل فج، وأخذ يستهدف مباشرةً تجمعات المجوّعين المنتظرين.

وفي هذا الإطار:

استشهد الشاب أحمد خالد البنا متأثراً بإصابته في مجزرة استهدفت مجوّعين قرب منطقة التحلية شرق خان يونس.

استشهد وأصيب عشرات المواطنين إثر إطلاق النار على طوابير المساعدات قرب جسر وادي غزة ومنطقة نتساريم.

تم قصف عدة مبانٍ ومراكز توزيع في خان يونس وحي الزيتون.

 

حصيلة مفزعة: الإبادة بالأرقام

بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم:

  • 56,531 شهيدًا
  • 133,642 جريحًا
  • أكثر من 11,000 مفقود
  • مجاعة أودت بحياة العشرات من الأطفال وكبار السن

ومن بين الشهداء:

  • 6,203 شهيدًا منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025
  • 1,580 من الطواقم الطبية
  • 754 من عناصر الشرطة
  • 115 من فرق الدفاع المدني

كما بلغ عدد المجازر التي ارتكبها الاحتلال أكثر من 15 ألف مجزرة، أدّت إلى إبادة كاملة لنحو 2500 عائلة فلسطينية، ومسحها من السجل المدني.

 

دمار شامل واستباحة الأرض

يشير المكتب الإعلامي الحكومي إلى دمار يفوق الوصف، حيث تم تدمير:

  • 88% من مباني قطاع غزة
  • 149 منشأة تعليمية بالكامل و369 جزئيًا
  • 828 مسجدًا كليًا و167 جزئيًا
  • 19 مقبرة من أصل 60 مقبرة
  • 62 مليار دولار خسائر مادية على أقل تقدير

وتسيطر قوات الاحتلال حاليًا على نحو 77% من مساحة قطاع غزة، بالاجتياح الناري والقصف والتهجير الجماعي.

 

المأساة الإنسانية مستمرة

منذ أن بدأت إسرائيل فرض ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" – وهي ذراع صهيونية-أمريكية مرفوضة أمميًا – كممر إجباري لأي عمل إغاثي، أصبحت الحياة في القطاع محكومة بمنطق الابتزاز الإنساني، تحت غطاء خادع للعمل الإغاثي.

وبات المدنيون في غزة يعيشون فصول الإبادة الجماعية في شكلها الأوضح: قصف يومي، قتل في طوابير الخبز، تجويع، وحصار محكم، وسط خذلان عربي ودولي لم يشهد التاريخ له مثيلاً.

 

شاهد:
https://www.facebook.com/reel/1403071594263773

https://www.facebook.com/reel/769111929128742

https://www.facebook.com/reel/2128675900970567

https://www.facebook.com/watch/?v=1697407077645949