أدان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، المجازر المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، واصفاً ما يحدث بأنه "إبادة جماعية" تقف وراءها قوى دولية تروج لنظريات استعمارية جديدة تحت غطاء الحداثة والسلام.

جاء ذلك خلال استقباله لسفيرة الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة، أنجلينا أيخهورست، في مشيخة الأزهر، لبحث سبل تعزيز التعاون العلمي والإنساني بين الأزهر والاتحاد الأوروبي، وسط أجواء مشحونة بالأسى والغضب على خلفية التطورات الدامية في قطاع غزة.
 

شيخ الأزهر: عالم بلا أخلاق.. وقتل الأطفال يتم بدم بارد
   وفي مستهل اللقاء، عبّر الإمام الطيب عن استيائه العميق من ما وصفه بـ"الوحشية التي فاقت كل توصيف"، قائلاً: "إن الحروب في هذا العصر لا تحكمها أي أخلاق أو قوانين، بل تحولت إلى مساحات للقتل الجماعي المنظم، حيث تُستهدف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وتُمارَس جرائم تجويع المدنيين كوسيلة للحصار والقتل، في مشاهد لا يجرؤ حتى الوحوش على ارتكابها".

وأضاف الإمام الأكبر أن تمكين الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب هذه المذابح بغطاء دولي ودعم سياسي، لا يمكن فهمه إلا باعتباره امتدادًا مباشرا لأفكار استعمارية تقوم على صراع الحضارات وإقصاء الآخر، مؤكدًا أن "كل من يدعم استمرار هذه الجرائم، يروج لفلسفات استعمارية مقيتة تسوّق للقتل والتهجير كحلول سياسية".
 

فشل الغرب الأخلاقي وازدواجية المعايير
   شيخ الأزهر لم يخفِ خيبة أمله من المواقف الأوروبية والغربية تجاه العدوان على غزة، متسائلًا بمرارة: "ما السرُّ وراء هذه القوة الشيطانية التي تُجهض أي قوى أخرى؟!"، وأضاف: "نشعر بخيبة أمل لأن السياسات الحالية تقوم على منطلقات غير إنسانية، تُقصي الدين وتُقدّم اقتصاد السلاح على الأرواح".

وأردف: "كنا نظن أن إنسان القرن الحادي والعشرين أكثر سعادة ورقيًّا، لكننا اكتشفنا أنه يعيش تعاسة متزايدة نتيجة إقصاء القيم، وغياب الضمير العالمي".
 

الأزهر: التقارب مع الغرب مستحيل في ظل غطرسة السلاح
   وفيما يتعلق بمحاولات الحوار بين الشرق والغرب، قال الإمام الأكبر: "كل النداءات لإرساء ثقافة الأخوة والتقارب تذهب هباءً حين تتفشّى غطرسة القوة، وتُختزل القيم في حسابات النفوذ والسلاح".
 

السفيرة الأوروبية: نُقدّر جهود الأزهر ونطمح لتوسيع التعاون
   من جانبها، أعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي أنجلينا أيخهورست عن تقديرها العميق للأزهر، ولدور الإمام الطيب في تعزيز الحوار بين الأديان، ونشر ثقافة السلام والتعايش، وأكدت وجود برامج ومبادرات مشتركة مع الاتحاد الأوروبي تهدف إلى بناء جسور الفهم والتعاون، خاصة مع الشباب.

وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى تعزيز هذا التعاون في المستقبل، بما يسهم في مواجهة التطرف، وتعزيز ثقافة الإنسانية المشتركة.
 

حرب إبادة في غزة.. أرقام تفضح الجريمة
   تأتي تصريحات شيخ الأزهر في وقت تتواصل فيه جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بدعم أمريكي كامل، وبصمت دولي مريب، خلفت حتى الآن:

  • أكثر من 187,000 شهيد وجريح.
  • أكثر من 11,000 مفقود.
  • مجاعة أودت بحياة العشرات.
  • أكثر من مليوني نازح قسري وسط دمار شبه كامل.

ومنذ 27 مايو فقط، حين حوّل الاحتلال نقاط توزيع المساعدات إلى "مصائد قتل"، بلغ عدد الشهداء 516، والمصابين 3,799، وتسببت "مؤسسة غزة الإنسانية" – وهي كيان مرفوض دوليًا – في فرض معادلة إذلال وقتل تحت ستار “العمل الإنساني”.

وقتل جيش الاحتلال:

  • 1,580 من الطواقم الطبية.
  • 115 من أفراد الدفاع المدني.
  • 220 من موظفي الإغاثة.
  • 754 من عناصر تأمين المساعدات.

كما ارتكب أكثر من 15,000 مجزرة موثقة، واستهدف أكثر من 14,000 عائلة، بينها ما يقرب من 2,500 عائلة أُبيدت بالكامل.

ووفق معطيات أممية وحكومية:

  • تم تدمير 88% من مباني غزة، بخسائر تتجاوز 62 مليار دولار.
  • سيطر الاحتلال على 77% من مساحة القطاع.
  • دُمّرت 149 مدرسة وجامعة كلياً، و369 جزئياً.
  • تم تدمير 828 مسجدًا كليًا، و167 جزئيًا.
  • 19 مقبرة دُمّرت من أصل 60 مقبرة.