في مقاله المنشور في صحيفة الجارديان، يكشف الكاتب مصطفى بيومي عن تفكك التحالف السياسي حول دونالد ترامب بسبب الموقف من الحرب مع إيران، ويسلط الضوء على المواجهة الساخنة بين مقدم البرامج السابق في "فوكس نيوز" تاكر كارلسون، والسيناتور الجمهوري تيد كروز، باعتبارها مرآة للصراع الداخلي داخل حركة "ماجا".

خلال مقابلة دامت ساعتين داخل مكتب كروز بواشنطن، واجه كارلسون السيناتور بأسئلة محرجة كشفت محدودية معرفته وتعقيدات الخطاب المحافظ. رغم كون كارلسون شخصية مثيرة للجدل، وصفته مجلة ماذر جونز بأنه "شعبوي عنصري ومروّج لنظريات المؤامرة"، فقد تَمكن من فضح التناقضات داخل معسكره السابق.

بدأت المقابلة حول قضايا مثل نفوذ لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، وإذا ما كان ينبغي اعتبارها وكيلاً أجنبياً (كارلسون: نعم، كروز: لا)، وانفجار خط أنابيب نورد ستريم 2. لكن محور الحوار الحقيقي تركز حول سؤال الحرب مع إيران.

سأل كارلسون كروز: "كم يبلغ عدد سكان إيران؟" فأجاب كروز: "لا أعرف." رد كارلسون: "92 مليون. كيف تجهل عدد سكان دولة تسعى لإسقاط حكومتها؟" حاول كروز الدفاع عن نفسه: "لا أحفظ جداول السكان عن ظهر قلب." أجابه كارلسون: "لكنك تدعو لإسقاط النظام. هذا يتطلب معرفة حقيقية".

استمر الحوار بهذا الشكل، متوترًا وساخرًا، ليعكس انهيار خطاب ماجا المبني على الجهل والتناقضات. انتقد كروز النظام الإيراني لتديينه، بينما استخدم نفسه مفاهيم لاهوتية لتبرير دعمه لإسرائيل. قال: "الكتاب المقدس علمني أن من يبارك إسرائيل يُبارك، ومن يلعنها يُلعن. وأنا أريد أن أكون في جانب البركة." سأله كارلسون: "هل تقصد حكومة إسرائيل؟" فأجاب كروز: "الكتاب يقول أمة إسرائيل."

وعندما طلب كارلسون الاستشهاد الدقيق، تردد كروز قبل أن يعترف: "لا أملك النص الآن، يمكنني البحث عنه على جوجل." رد كارلسون: "إنه في سفر التكوين. تستند إلى نص ديني لا تعرف سياقه ولا موقعه!"

يشير بيومي إلى أن هذا الانقسام ليس جديدًا. العلاقة بين ترامب وإيلون ماسك مثلاً تدهورت مؤخرًا. ترامب وعد بإنهاء الحروب، لكنه الآن على وشك إشعال حرب جديدة في الشرق الأوسط. وهذا ما لا يرضى عنه غالبية قاعدته.

وفق استطلاع حديث، فقط 19٪ من ناخبي ترامب في 2024 يؤيدون تدخل الجيش الأمريكي في الحرب بين إسرائيل وإيران. مارجوري تايلور غرين، إحدى أبرز داعمات ترامب، وصفت "فوكس نيوز" بأنها "دعاية"، واتهمت الإعلام بتضليل الأمريكيين ودفعهم لقبول الحروب الخارجية. أما ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، فقال: "لا نريد حروبًا أبدية جديدة. لا نستطيع تكرار العراق. هذا يمزق البلاد."

وفي الوقت الذي يشتد فيه الجدل، أطلق ترامب تصريحًا غامضًا: "لا أحد يعلم ما سأفعله." بينما صرحت إدارة البيت الأبيض أن الرئيس سيقرر خلال أسبوعين إن كان سيشن هجومًا على إيران. يعتقد بانون أن قاعدة ترامب ستدعمه مهما قرر، لكن بيومي يرى أن الحركة مهددة بالانهيار إذا تورطت في حرب جديدة.

على الجانب الآخر، لا يجد الحزب الديمقراطي موقفًا موحدًا هو الآخر، مع تأييد 10٪ فقط من ناخبي كامالا هاريس للحرب. الرفض واسع من كل الأطياف السياسية، لكن الانقسام السياسي الأمريكي قد يقود إلى التصعيد رغم الاعتراض الشعبي.

يختم بيومي مقاله بتحذير صارخ: دخول أمريكا في حرب جديدة لا يهدد فقط مستقبل حركة "ماجا"، بل قد يجر معه البلاد بأكملها نحو الهاوية.
 

https://www.theguardian.com/commentisfree/2025/jun/21/trump-iran-tucker-carlson-ted-cruz