كشف تقرير لوكالة "الأناضول" أن عملاء إسرائيل الذين أوقفتهم طهران مؤخراً، انغمس بعضهم قبل 3 سنوات بين سائقي الشاحنات. وفق ما كشف، أمس الأربعاء، جلال موسوي نائب رئيس جمعية سائقي الشاحنات الإيرانية.
ففي تصريح أدلى به لوكالة أنباء العمال الإيرانية، قال موسوي "تبيّن أن بعض عملاء الموساد كانوا سائقي شاحنات في إيران على مدى السنوات الثلاث الماضية".
وأفاد بأن بعض مالكي الشاحنات سلموا مركباتهم – دون علم – لهؤلاء الأشخاص، لكنه أكد ضرورة عدم تعميم هذه الحالات على جميع السائقين
قاعدة للطائرات المسيّرة
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قالت إن جهاز الموساد أنشأ قاعدة للطائرات المسيّرة بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران.
وعقب ذلك، كشفت السلطات الإيرانية عن ورشة سرية مكونة من 3 طوابق يُشتبه بأن عملاء إسرائيليين "يستخدموها لتصنيع وتجميع طائرات مسيّرة صغيرة ومواد متفجرة".
وبث التلفزيون الإيراني مشاهد من مداهمة جرت في الورشة بمدينة "ري" قرب العاصمة، حيث عُثر على عدد كبير من قطع الطائرات المسيّرة والمتفجرات.
وأشارت التقارير إلى أن قوات الأمن تواصل جهودها لاكتشاف ورش أخرى لإنتاج الطائرات المسيّرة في مناطق مختلفة من البلاد.
كما تم الإعلان عن اعتقال عدد من الأشخاص في طهران ومدن أخرى، يُشتبه في عملهم لصالح إسرائيل.
ومن جهته، أعلن نائب قائد شرطة محافظة أصفهان، العميد محمد رضا هاشمي، عن اكتشاف ورشة لتصنيع الطائرات المسيّرة واعتقال أربعة مشتبه بهم يُعتقد بانتمائهم إلى جهات مرتبطة بإسرائيل، وذلك خلال عملية أمنية نفذتها قوات الشرطة الإيرانية في مدينة أصفهان.
وأوضح هاشمي، وفقا لما نقلته وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، أن القوات الأمنية تمكنت، من خلال رصد معلومات استخباراتية دقيقة، من اكتشاف وجود كميات كبيرة من معدات وقطع غيار خاصة بالطائرات المسيّرة في ورشة واقعة قرب المدينة، حيث اتُخذت على الفور إجراءات ميدانية للتحقق من صحة تلك المعلومات.
وأضاف: "أجرت القوات الأمنية عمليات بحث وتقص موسعة، تمكنت على إثرها من تحديد موقع الورشة بدقة، وتم إرسال فريق مختص إلى الموقع. وفي إطار عملية منسقة، تم اعتقال أربعة مشتبه بهم، وُصفوا بأنهم مرتزقة تابعون لإسرائيل". وأكد أنه خلال تفتيش الورشة، عُثر على كميات كبيرة من المعدات والأجزاء المستخدمة في تصنيع الطائرات المسيّرة، بينما لا تزال التحقيقات جارية للكشف عن خلفيات الشبكة وداعميها.
وفي سياق متصل، أشارت الشرطة إلى أن وحدات الأمن الداخلي نفّذت مداهمات في عدة ورش بمناطق متفرقة، وصادرت معدات إلكترونية متطورة، ومراوح، ونُظما لتحديد المواقع (GPS)، إضافة إلى برمجيات توجيه عن بعد. وقد تم توقيف عدد آخر من المشتبه بهم، بينهم إيرانيون يُعتقد بتعاونهم مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، ويخضعون حاليا للتحقيق بإشراف السلطة القضائية.
ولم تقتصر الرواية الإيرانية على تفاصيل العملية الأمنية، بل رافقها اتهام مباشر لـ"الموساد" بمحاولة زعزعة الاستقرار الداخلي في إيران من خلال دعم شبكات تعمل على تهريب أو تصنيع طائرات مسيّرة داخل البلاد، وهي طائرات باتت تلعب دورا متناميا في مهام التجسس والهجمات الدقيقة خلال النزاعات الإقليمية والدولية.
وتُعد هذه العملية واحدة من سلسلة عمليات أعلنتها طهران في السنوات الأخيرة، والتي تُتهم فيها إسرائيل بتنفيذ أو دعم محاولات تجسس واغتيالات وعمليات تخريب داخل الأراضي الإيرانية. ومع التطور السريع الذي تشهده تكنولوجيا الطائرات دون طيار، خصوصًا على صعيد الدقة والمدى والتخفي، أصبحت هذه التقنية إحدى أدوات الاستخبارات الأكثر فعالية وصعوبة في الرصد والمواجهة.
ويرى مراقبون أن ضبط ورش تصنيع طائرات مسيّرة داخل إيران يشكل تطورًا مقلقًا، كونه يشير إلى تصعيد نوعي في المواجهة بين الطرفين، لم يعد يقتصر على الهجمات السيبرانية أو الضربات الصاروخية، بل امتد ليشمل عمليات لوجستية وتقنية معقدة تُنفذ في عمق الأراضي الإيرانية نفسها.
اعتقالات جديدة
واليوم الأربعاء، أعلنت إيران الأربعاء اعتقال عدد كبير من الأشخاص في محافظات طهران وأراك وخرم آباد بتهمة التعاون مع إسرائيل.
أفاد بذلك بيان صادر عن الحرس الثوري، بحسب ما نقلت وكالة تسنيم الإخبارية الإيرانية شبه الرسمية.
وذكر البيان أنه تم الكشف عن عدد كبير من العملاء والمرتزقة المرتبطين بإسرائيل واعتقالهم في محافظة أراك.
كما لفت بيان صادر عن قائمقامية منطقة بهارستان في طهران، إلى الكشف عن فريق يتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، مشيرا إلى اعتقالهم قبل تنفيذهم أي عملية تخريبية.
وأشار إلى اعتقال طالب جامعي أجنبي في عملية نُفذت في منطقة ري بطهران، وعُثر في هاتفه على ملفات تتعلق بتدريب على الطائرات المسيرة وتصنيع القنابل.
بدورها، أفادت وسائل إعلام إيرانية باعتقال طبيب وابنه في محافظة خرم آباد بتهمة التجسس.
ولفتت إلى مصادرة نحو 300 طائرة مسيرة صغيرة من منزل الطبيب.
وبدعم أمريكي، بدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسعا على إيران بمقاتلات جوية، فقصفت مباني سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلاً و1277 جريحًا.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد بسلسلة هجمات بصاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، وخلفت ما لا يقل عن 24 قتيلا ومئات المصابين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي.
وتعتبر تل أبيب وطهران العاصمة الأخرى العدو الأول لها، ويعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا من "حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.