شهدت البلاد صباح الخميس فاجعتين مروريتين في كل من البحيرة ومدينة 6 أكتوبر، أسفرتا عن إصابة 54 شخصًا ووفاة سيدة، وسط اتهامات متكررة للحكومة بعدم كفاية إجراءات السلامة المرورية رغم مليارات الجنيهات التي أُنفقت على البنية التحتية خلال السنوات الأخيرة.
48 مصابًا على محور الضبعة: تأخر الاستجابة وتعطل مروري
وقع الحادث الأول بمحافظة البحيرة، حيث أصيب 48 شخصًا نتيجة تصادم مروع بين سيارتين أعلى محور الضبعة، بالقرب من الطريق الإقليمي عند الكيلو 15 باتجاه مدينة مرسى مطروح.
ووفق مصادر أمنية، تلقت غرفة عمليات مديرية أمن البحيرة بلاغًا بالحادث في وقت مبكر من الصباح، وانتقلت فرق من شرطة المرور والإسعاف إلى موقع الحادث، إلا أن الاستجابة استغرقت نحو ساعة ونصف، وهو ما تسبب في تعطل الحركة المرورية وتفاقم حالة عدد من المصابين.
تم نقل الضحايا إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، وجرى تحرير محضر بالواقعة بينما تباشر النيابة العامة والجهات المختصة التحقيقات لكشف ملابسات الحادث.
وفاة سيدة وإصابة 6 بينهم طفلان في حادث آخر بـ6 أكتوبر
وفي حادث مأساوي منفصل، لقيت سيدة مصرعها وأُصيب ستة آخرون بينهم طفلان، إثر اصطدام سيارة "سوزوكي" بالرصيف على الطريق الدائري الأوسطي أمام مساكن الأمل بمدينة 6 أكتوبر.
الضحية تُدعى مروة محمد، تبلغ من العمر 35 عامًا، وتعمل ربة منزل، وقد نُقلت جثتها إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة، فيما وُصف عدد من الإصابات بالمتوسطة إلى الخطيرة.
حكومة توسّع الطرق.. والموت لا يزال يسكنها
رغم إطلاق حكومة عبدالفتاح السيسي، مشاريع ضخمة لتوسيع شبكة الطرق وإنفاق مليارات الجنيهات على تطوير البنية التحتية، فإن معدل حوادث الطرق القاتلة في البلاد لا يزال عند مستويات مقلقة، فبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفع عدد ضحايا حوادث الطرق خلال السنوات الأخيرة، ما يثير تساؤلات جدية حول جدوى هذه الاستثمارات في ظل غياب معايير السلامة الحقيقية.
ويرى خبراء أن الأسباب الرئيسية لاستمرار الكوارث المرورية تتمثل في ضعف الصيانة الدورية، وسوء تصميم العديد من الطرق، وغياب ممرات الطوارئ، بالإضافة إلى ضعف الرقابة المرورية وتراخي تطبيق القوانين على المخالفين، خصوصًا في ما يتعلق بالسرعة الزائدة وعدم الالتزام بالحارات المرورية.