لليوم الـ614 على التوالي، يواصل الاحتلال الاسرائيلي ارتكاب واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث ضد سكان قطاع غزة، مدعومة سياسياً وعسكرياً من الولايات المتحدة، وسط صمت دولي وشلل المنظومة الأممية.
غارات عنيفة، قصف مدفعي، استهداف للنازحين والمجوعين، واستخدام المساعدات كسلاح تهجير جديد، كلها أدوات في ماكينة الموت التي تحصد أرواح المدنيين يوماً بعد يوم.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023 إلى 55,104 شهيدًا، وأكثر من 127,394 جريحًا، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع وجود آلاف العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات.
دماء العيد.. استهداف للمستضعفين في الأعياد والمساعدات
شهد اليوم الأربعاء وحده استشهاد 123 فلسطينياً وإصابة 474 آخرين، بينهم أطفال ونساء، في سلسلة غارات وقصف استهدف مختلف مناطق القطاع من شماله إلى جنوبه، بحسب بيان الوزارة.
- في رفح، استُشهد المواطن يزن محمد عطيش أبو عمرة برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات.
- وفي خان يونس، قُصفت مناطق عدة بينها "قيزان رشوان" ما أدى لاستشهاد الشاب يوسف عادل العرجاني، كما شنت طائرات الاحتلال غارات على "بطن السمين" ومحيط "مواصي القرارة".
- وفي دير البلح، استهدفت طائرة استطلاع نقطة شحن هواتف قرب مسجد التوبة، ما أدى إلى استشهاد اثنين وإصابة آخرين.
- وفي مخيم النصيرات، استقبل مستشفى العودة 7 شهداء وأكثر من 112 جريحًا نتيجة قصف على تجمعات تنتظر المساعدات.
مجازر مستمرة.. المنتظرون للمساعدات يُقصفون
منذ 27 مايو، تاريخ بدء إسرائيل توزيع ما تسميه "مساعدات إنسانية" عبر مؤسسة مدعومة أمريكياً وإسرائيلياً خارج إشراف الأمم المتحدة، ارتفع عدد الشهداء أثناء انتظار المساعدات إلى 224 شهيداً و1858 جريحاً، ما يثير تساؤلات جدية حول أهداف هذا المخطط الذي يعتبره الفلسطينيون محاولة لتهجيرهم القسري جنوباً.
اليوم فقط، استهدف الاحتلال منتظري المساعدات في محور نتساريم جنوب غزة، ما أسفر عن 30 شهيداً نقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي.
جثث تحت الأنقاض وشلل الإغاثة
رغم هذه الأرقام المفزعة، تؤكد وزارة الصحة أن هناك عدداً غير معروف من الشهداء لا تزال جثثهم تحت ركام المنازل المدمرة وفي الشوارع، في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف ونفاد الموارد.
تدمير المنازل وتحويل غزة إلى أرض خراب
منذ 18 مارس، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية تحت مسمى "عربات جدعون"، متوسعة في اجتياحاتها لمدن القطاع، ومستهدفة بشكل مباشر الخيام التي يقيم بها النازحون، والبيوت المدمرة جزئياً، ما أدى إلى تحويل القطاع إلى منطقة منكوبة، ويعيش اليوم نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون بلا مأوى.
معابر مغلقة ومساعدات محتجزة
ومنذ 2 مارس، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع بإحكام، مما يمنع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية الضرورية.
ورغم وجود آلاف الشاحنات المكدسة على الحدود، لم يُسمح بدخول سوى عدد محدود منها، بينما يحتاج القطاع إلى 500 شاحنة يومياً لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
اتفاق التهدئة المتعثر.. ونتنياهو يتنصل
الاتفاق المؤقت لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي رعته قطر ومصر والولايات المتحدة، تعثر عند مرحلته الثانية، بعدما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، المضي فيه استجابة لضغوط من شركائه اليمينيين المتطرفين.