أطلق حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، جرس إنذار حول تسرب محتمل للحوم الحمير إلى الأسواق والمطاعم، نتيجة ما وصفه بـ"تهافت بعض ضعاف النفوس على ذبح الحمير بهدف تصدير جلودها إلى الصين".
وقال أبو صدام، في تصريحات إعلامية وتلفزيونية، إن هناك زيادة ملحوظة في ذبح الحمير بشكل غير منضبط، مما يفتح الباب واسعاً أمام تسرب لحومها إلى المطاعم أو المجازر غير المرخصة، وسط ضعف الرقابة وضعف الوعي، رغم كون أكل لحم الحمار محرماً شرعاً ومرفوضاً مجتمعياً.
جلود الحمير.. تجارة مربحة على حساب صحة المواطنين
تحدث نقيب الفلاحين عن طلب متزايد من الصين على جلود الحمير، لاستخدامها في صناعة عقاقير طبية ومنتجات تجميل باهظة الثمن، مشيراً إلى أن سعر الجلد الواحد وصل في بعض الحالات إلى ما بين 15 إلى 20 ألف جنيه، ويُصدّر أحياناً بسعر يصل إلى 300 دولار، مما جعل تجارة الجلود أكثر ربحية من بيع الحمار نفسه.
وأوضح أن بعض التجار أصبحوا يرون في جلد الحمار "كنزاً"، ويضحّون بالحيوان من أجل بيعه، ما يهدد بتبعات خطيرة على الصحة العامة، في حال تسرب اللحوم إلى الأسواق بشكل غير قانوني، في ظل غياب عمليات دفن صحي أو رقابة صارمة على الذبح.
لحوم مجهولة في المطاعم.. ومباحث التموين تتحرك
ولم يستبعد أبو صدام أن تكون هناك بالفعل حالات تسرب للحوم الحمير إلى بعض المطاعم، قائلاً: "مش هندفن رؤوسنا في الرمال، حصلت حملات ومسكنا أكثر من قضية الأيام اللي فاتت، عن طريق مباحث التموين". وشدّد على ضرورة فرض رقابة مشددة على ذبح الحمير، للتأكد من عدم دخول لحومها إلى سلسلة الغذاء.
وأضاف: "المفترض بعد أخذ الجلد يتم دفن الحمار دفناً صحياً أو بيعه لحدائق الحيوان، لكن الواقع أن لحمه يمكن أن يُباع سراً لبعض المطاعم والمجازر الباحثة عن الربح بأي ثمن".
تصدير الحمير حيّة.. واقتراح لحل الأزمة
واقترح نقيب الفلاحين وقف تصدير الجلود نهائياً، واستبداله بتصدير الحمير حيّة، بما يضمن منع الذبح غير المنظم، ويساهم في تحقيق عائد اقتصادي دون تهديد سلامة المواطنين. كما دعا إلى إعادة التفكير في تربية الحمير في مصر، خصوصاً في ظل العجز الكبير في اللحوم الحمراء.
أعداد الحمير تتراجع.. والزراعة الحديثة تتخلى عنها
وأشار أبو صدام إلى تراجع كبير في أعداد الحمير داخل مصر، حيث انخفضت من نحو ثلاثة ملايين في تسعينيات القرن الماضي إلى أقل من مليون حمار حالياً، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع تكاليف تربيتها، وتراجع الحاجة إليها بعد تطور وسائل النقل في الريف مثل الجرارات الزراعية والتوك توك.
وقال: "الفلاح اليوم لا يريد تربية الحمار، لأنه يأكل يومياً بما يقارب 100 جنيه، أي نحو 3 آلاف جنيه شهرياً، بينما سعره في السوق لا يتجاوز 5 آلاف جنيه. لذلك أصبح الاستثمار في تربية الماشية أكثر جدوى".