ذكر موقع ميدل إيست آي، أن طائرات أمريكية قصفت مساء الأحد 27 إبريل حيًّا سكنيًّا في منطقة ثُقبان شمال العاصمة اليمنية صنعاء، ما أدى إلى مقتل 12 مدنيًا على الأقل، وإصابة أربعة آخرين. الحي لا يضم أي وجود للحوثيين أو أنشطة عسكرية، بحسب إفادة السكان المحليين.
قال محمد، أحد سكان المنطقة: "دُمّرت أربعة منازل في لحظة، من بينها منزل علي صلاح الذي كان يعيش مع أبنائه الأربعة وبناته الإثنتين. الضربة وقعت عند الساعة الثامنة مساءً، وقتلت جميع أفراد العائلة". أضاف: "بحثنا عنهم بين الأنقاض، لكننا لم نجد أجسادًا، فقط أشلاء. المشهد كان فظيعًا ووحشيًا".
ظهرت ادعاءات لاحقة تُشير إلى أن الولايات المتحدة اعتمدت على حسابات هاوية في موقع "إكس" لتحديد الأهداف، بعد نشر معلومات زائفة تزعم وجود موقع حوثي تحت الأرض في الحي. أحد المستخدمين قدّم اعتذارًا، وقال: "أخطأت في تقديري عند تحديد الموقع على صور الأقمار الصناعية. لا أظن أن القيادة الأمريكية الوسطى تعتمد على تويتر، لكن هذا الخطأ فادح".
قدّم المستخدم اعتذارًا علنيًا وتبرّع بمبلغ 500 دولار لمؤسستين تعملان في اليمن، لكن سكان ثُقبان اعتبروا ذلك غير كافٍ. قال محمد: "قتل المدنيين الأبرياء يُعد فشلاً أخلاقيًّا فادحًا للولايات المتحدة. هذا لن يُنهي الحرب، بل سيزيد من أعدائها".
أكّد مسؤول في القيادة المركزية الأمريكية لموقع ميدل إيست آي أن العمليات العسكرية تنفذ بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة تهدف إلى استهداف الحوثيين المدعومين من إيران.
"الانفجار مزّق جسد أخي"
شنّت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة جوية على اليمن تحت اسم "عملية الراكب العنيف" بدءًا من 15 مارس. تقول القيادة الأمريكية إن الغارات أصابت 800 هدف حوثي وقتلت العديد من القادة والمقاتلين، لكن منظمات حقوقية أشارت إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد الضحايا المدنيين خلال الشهر الأخير.
فجر يوم الاثنين، قصفٌ أمريكي طال مركز احتجاز مهاجرين في محافظة صعدة شمال البلاد، أسفر عن مقتل 68 مهاجرًا أفريقيًّا، وإصابة العشرات. وصف شهود العيان ما جرى بأنه "مجزرة بشعة لا يمكن تبريرها".
في سوق الفروه بصنعاء، قُتل شقيق أحمد، شاب في العشرينيات، يوم 20 أبريل. قال أحمد: "خرج أخي ليشتري الخبز، فمزّقه الانفجار. سقط قتلى وجرحى في المنازل والمتاجر". الحصيلة بلغت 12 قتيلًا و30 مصابًا، بحسب مصادر طبية.
أفاد علي، 50 عامًا، الذي نجا من الهجوم، أنه شاهد جثثًا متفحمة فوق دراجة نارية، وامرأة وطفلًا ميتَين على الأرض. أضاف: "رأيت جثة في متجر، وأخرى في مخبز، وثالثة في حافلة صغيرة. ما حدث مجزرة لا يقبلها عقل بشري".
بريطانيا تنضم إلى الغارات
ليلة الثلاثاء، انضمّت بريطانيا إلى الحملة الأمريكية ضد اليمن، للمرة الأولى منذ أوائل 2024. استهدفت طائرات سلاح الجو البريطاني مجموعة مبانٍ جنوب صنعاء، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها تُستخدم لصناعة الطائرات المسيّرة التي تستهدف الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
في الليلة نفسها، شنّت الطائرات الأمريكية ضربات على مناطق متعددة في صنعاء، من بينها بني مطر والْحُصْن وهمدان وبني حُشيش.
في بني حُشيش، جلس فيصل صغير بجانب نافذة منزله مع ابنه سمير البالغ من العمر 10 سنوات. سمعوا طائرة تحوم فوقهم قبل أن تنفجر قذيفة على بعد 30 مترًا فقط، مستهدفة منزلًا مجاورًا. أصيب فيصل وسمير بجراح، وانهالت شظايا الزجاج عليهما، فيما دخل ابنه الآخر (12 عامًا) في نوبة بكاء وهلع استمرت طوال الليل.
قال فيصل: "لا يوجد أي تواجد عسكري أو إداري للحوثيين في الحي. الرعب الذي كنا نشاهده في غزة على الشاشات، وصل إلى عتبة منازلنا".
https://www.middleeasteye.net/news/unspeakable-cruelty-yemeni-civilians-recount-horror-us-air-strikes