كشف الكاتب الصحفي عبدالناصر سلامة عن تسرب أنباء، حول رغبة ترامب، خلال زيارته للمنطقة الشهر المقبل، في إقامة قاعدة عسكرية، على جزيرتي تيران وصنافير، المطلتين على شرم الشيخبالبحر الأحمر. وأوضح عبدالناصر أن هناك رفض مصري قاطع في هذا الشأن لما تمثله من تهديد صريح للجانبالمصري لصالح إسرائيل. وأوضح الكاتب الصحفي أن أمريكا تحاول الضغط على الجانب المصري والذي بدأته بتخفيض المساعدات العسكريةالسنوية البالغ قيمتها 1.3 مليار دولار، إثر الخلافات حول تهجير مواطني غزة إلى سيناء، ثم ما أسفرت عنه القمة العربية التي استضافتها مصر، وقادت خلالها عملية الرفض القاطعلكل التوجهات التي تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما لم يعجب واشنطن. وقال عبدالناصر إن ترامب يقود ملف تهجير أهالي غزة بدعما أمريكياً واسعاً لإسرائيل، للضغط بكلالطرق لتغيير الموقف الحالي لمصر. وأوضح عبدالناصر أن التطورات الأخيرة في المنطقة والتي يسعى فيها ترامب للتهدئة، سواء في سوريا من خلال تركيا أو في السودانمن خلال المملكة السعودية، وقبل ذلك في لبنان من خلال عواصم عديدة إقليمية ودولية، عبر تحولات وتحالفات جديدة، تجعل من إسرائيل هي القوة الوحيدة التي من حقهاالتصعيد ، في حين تلتزم باقي القوى الأخرى بالصمت، مدللا بالتقارب الإيراني السعودي الأمريكي، في محاولة لوأد القضية الفلسطينية عبر إيجاد مصالح جديدةللأطراف المتنازعة بالمنطقة. دعم الخرق الصهيوني ودائما ما يردد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل شبه يومي جملة (تغيير وجه المنطقة، أو تغيير خريطة الشرق الأوسط)فإن الأمر لا يتعلق أبداً بقطاع غزة، أو حتى الضفة الغربية، أو استمرار الوجود في الجنوب اللبناني، خرقاً لاتفاق وقف القتال، أو احتلال جبل الشيخ في سوريا، خرقاً لاتفاقيةفك الاشتباك الموقعة عام 1974، أو حتى ضم شرق القدس بفلسطين وهضبة الجولان بسوريا، بالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو إقامة مزيد من المستعمرات، وجرائمالاغتيال بالداخل والخارج الفلسطيني، لأننا أمام ممارسات يومية صهيونية اعتادتها المنطقة على مدى 76 عاماً، وكان لابد من تواجد الشريك الأكبر لإسرائيل ترامب ليحمي ذلكالجنون والخرق، بتواجد أكبر في مكان أكثر ثقلا في المنطقة وفي قلب أقوى القوى التي من الممكن أن تهدد إسرائيل في المستقبل عبر بناء قاعدة عسكرية في تيران وصنافير. تغيير المنطقة لا يمكن أن يمر دون تركيعمصر المخطط الصهيوني، أو تغيير وجه المنطقة، لا يمكن أبداً أن يمر إلا من خلال تركيع مصر، رغم الموقف الرسمي المصري (المسالم)،طوال شهور الإبادة في القطاع، فلم تحاول مصر الصدام، من خلال فتح معبر رفح بالقوة، بهدف إدخال المواد الغذائية والطبية للأشقاء الفلسطينيين، كما لم تحاول الاعتراض علىاحتلال معبر صلاح الدين الموازي للحدود، بالمخالفة لاتفاقية السلام الموقعة عام 1979، ولم تحاول النزول عند رغبة الشعب المصري بالتصدي للعدوان الإسرائيلي، ولو بوقفالتبادل التجاري، أو بإغلاق الأجواء أمام الطائرات العسكرية والمدنية، أو حتى بقطع العلاقات وإغلاق السفارتين بالقاهرة وتل أبيب. الموقف الرسمي الإسرائيلي، سياسياً وعسكرياً،تجاه مصر، أصبح معلناً، نقلاً عن صحيفة «إسرائيل هيوم» التي ذكرت أخيراً، أن تل أبيب توجهت إلى كل من مصر والولايات المتحدة، بطلب إزالة بنى تحتية عسكرية، قالت إن الجيشالمصري أقامها في سيناء، معتبرة أنها تشكل «خرقاً كبيراً» للملحق الأمني بالاتفاقية، وأن وجود قوات عسكرية زائدة يمكن التغاضي عنه، إلا أن إقامة بنى تحتية عسكرية ثابتة،يعتبر تصعيداً كبيراً، في الوقت الذي نقلت فيه الصحيفة عن مسؤول أمني كبير، أن إسرائيل لن تتساهل مع الوضع الحالي، وأن الموضوع على رأس أولويات وزير الدفاع يسرائيل كاتس،وأنه لن يتم القبول بتغيير الترتيبات الأمنية على الحدود من طرف واحد. وتجدر الإشارة إلى أن التصريحات الإسرائيلية، خصوصاً من الوزراء المتطرفين في الحكومة أمثال إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تُحمّل مصرالمسؤولية عن عملية طوفان الأقصى، بزعم أن إمدادات المقاومة الفلسطينية بالذخيرة، يمر عبر مصر، وتصريحات أخرى تحذر من عمليات التسليح المصرية المتنوعة في السنوات الأخيرة،وهو ما دعا خبراء واستراتيجيون يطالبون بإعداد خطة استباقية، سياسية وعسكرية، لـ(ردع مصر)، لذلك قد تكون بناء قاعدة أمريكية بتيران وصنافير هي الخطة التي تحدث عنهاالصهاينة .