أعلنت المملكة العربية السعودية أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون تحقيق الدولة الفلسطينية، رافضةً بشكل قاطع أي محاولات للالتفاف على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية السعودية، شددت المملكة على أن موقفها من القضية الفلسطينية "راسخ وثابت لا يتزعزع"، موضحة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أكد هذا الموقف بشكل "واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال"، وأضاف البيان أن المملكة ترفض سياسات الاستيطان الإسرائيلي وضم الأراضي الفلسطينية ومحاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
موقف فلسطيني مرحب ودعم مستمر
رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمواقف الداعمة من القيادة السعودية، مشيداً بالدور الكبير الذي تلعبه المملكة في دعم القضية الفلسطينية على الصعيدين الإنساني والسياسي، وأكد عباس أن الدعم السعودي المستمر للشعب الفلسطيني يشمل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، إضافة إلى الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى حشد اعتراف دولي بدولة فلسطين، والتي ستتوج بعقد المؤتمر الدولي للسلام في يونيو المقبل.
كما أثنت حركة فتح على موقف السعودية، وكذلك على مواقف الدول العربية الداعمة، خاصة الأردن ومصر، في التصدي لمحاولات تهجير الفلسطينيين أو فرض حلول غير عادلة.
ترامب وإعلان صادم.. واشنطن تسعى للسيطرة على غزة
في تطور مفاجئ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة مثيرة للجدل تتضمن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن واشنطن تعتزم "تسوية قطاع غزة بالأرض وتحويله إلى مركز اقتصادي جديد"، مشيراً إلى أن هذا القرار يهدف إلى "إحلال الاستقرار في المنطقة، كما صرح بأن الولايات المتحدة ستتولى "إزالة القنابل غير المنفجرة" في غزة، وأنها تنوي "امتلاك القطاع" بشكل دائم.
وأثار هذا الإعلان موجة من الجدل، خاصة بعد إشارة ترامب إلى أن مصر والأردن قدما مقترحات لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين في أراضيهم، ولم يحدد الرئيس الأميركي موقفه من سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، مكتفياً بالقول إنه "سيعلن ذلك لاحقاً".
تسارع الجهود نحو التطبيع رغم العوائق
رغم موقف السعودية الحاسم بشأن التطبيع، يواصل نتنياهو التأكيد على قدرته على التوصل إلى اتفاق مع المملكة، وصرح بأن "السلام بين إسرائيل والسعودية ليس ممكناً فحسب، بل سيتم"، من جهته أبدى ترامب تفاؤله بانضمام المزيد من الدول إلى اتفاقيات أبراهام.
ووفقاً لصحيفة "هآرتس"، فإن الإدارة الأميركية تسابق الزمن لدفع السعودية نحو التطبيع، معتبرةً أن المملكة "مفتاح التحولات الإقليمية"، وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة قد تكون مجرد "مناورة تفاوضية" تهدف إلى تمهيد الطريق أمام اتفاق يشمل السعودية.