قال تقرير لموقع (BBC) العربي، إن عام 2024 شهد إعدامات غير مسبوقة في السعودية، بظل محاولات لتحسين صورة المملكة، في حين كان ولي العهد السعودي، زعم أن المملكة تسعى إلى تقليص عدد الإعدامات لتقتصر على "الجرائم الكبرى"، بما "يتماشى مع الشريعة الإسلامية"، بحسب ما قال ضمن مقابلة تلفزيونية مع قناة (فوكس نيوز) في سبتمبر 2023.

وقال التقرير إنه يُعتقد أن عدد الأشخاص الذين أُعدموا في المملكة وصل إلى رقم "غير مسبوق" وتجاوز 270 شخصًا هذا العام، وأنه حتى نوفمبر الماضي، أعدمت السلطات في السعودية 274 شخصًا، بينهم 101 أجنبي، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، (أ ف ب) بينما أكدت منظمة العفو الدولية أيضًا تنفيذ 198 عملية إعدام حتى سبتمبر الماضي.

ووجهت منظمتي (العفو الدولية) و(هيومن رايتس ووتش)، انتقادات للممكلة وأكدتا أن الإعدامات تتم "غالبًا بعد محاكمات تفتقر للعدالة وتعتمد على اعترافات منتزعة تحت التعذيب".

ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى وقف استخدام عقوبة الإعدام إلا في "أشد الجرائم خطورة" بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وأوضح التقرير أن هناك معايير دولية لعقوبة الإعدام تستند إلى اتفاقيات حقوق الإنسان التي تهدف إلى تقليص استخدامها وضمان تطبيقها في أضيق الحدود.

وأنه وفقًا للمادة السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، لا تُفرض عقوبة الإعدام إلا في الجرائم "الأشد خطورة"، مع ضرورة احترام الإجراءات القانونية وضمان المحاكمة العادلة.

في هذه الأثناء، تتردد كل فترة وأخرى انتقادات تطال ملف حقوق الإنسان في السعودية، ومن ضمنها الإعدام.

وأشارت إلى أنه في عام 2020، وأثناء تفشي وباء كورونا، انخفض عدد الإعدامات في السعودية إلى 27 شخصًا، ما أثار توقعات بحدوث تغير في هذا الملف الذي لطالما كان مصدر انتقاد للرياض، لكن سرعان ما عادت وتيرة تنفيذ الإعدامات في هذا البلد إلى الارتفاع حتى بلغت مستوى غير مسبوق في عام 2024.

 

إعدامات وترفيه!

وأبدى الموقع تعجبًا مما طالبت به منظمات حقوقية ومؤسسات دولية بتسليط الضوء على نظام العدالة الجنائية في المملكة، في وقت تستمر فيه جهود السعودية في تقديم صورة جديدة لها تنسجم مع رؤية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من خلال ما شهدته السعودية خلال عام 2024 من سلسلة فعاليات فنية وثقافية كبرى، تعكس تغييرات غير مسبوقة تشهدها المملكة، التي تطمح - من خلال رؤية 2030 - إلى تغيير صورتها دوليًا، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز السياحة.

ولفتت إلى أنه من بين الفعاليات، استضاف موسم الرياض عروضًا ترفيهية متنوعة وبطولة للمصارعة، في حين شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة عرض أفلام عالمية وعربية وشارك فيه عدد كبير من النجوم، مضيفة أن موسم جدة عاد بفعاليات موسيقية وفنية، واستقطب مهرجان "مدل بيست" في الرياض من جهة ثالثة؛ جمهورًا واسعًا بعروضه الموسيقية العالمية.

ومن جهة رابعة، كان أبرز الأحداث أيضًا كان عرض للمصمم اللبناني إيلي صعب، الذي قدم مجموعته لأول مرة في الرياض، وشارك في العرض نجمات عالميات هنّ جنيفر لوبيز وسيلين ديون وكاميلا كابيلو.

 

تجاهل التقارير

وعن محاولة فريق (BBC) التواصل مع أكثر من جهة من السلطات السعودية أكثر من مرة، أشارت إلى أنهم لم يتلقَّوا أي رد حتى لحظة نشر هذا المقال. مؤكدين أنه عادةً، لا ترد السعودية رسميًا على هذه الانتقادات بشكل مباشر، أما صحفها الرسمية وتلك المقربة من السلطات، فتلتزم عادةً بالبيانات الصادرة عن وزارة الداخلية.


https://www.bbc.com/arabic/articles/cy8yn9n7pj9o