تصاعدت حدة التوتر بين أيرلندا والاحتلال الصهيوني بعد تصريحات حادة من رئيس وزراء أيرلندا، سيمون هاريس، التي انتقد فيها بشدة هجمات الاحتلال البشعة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
جاء ذلك في أعقاب قرار الاحتلال الصهيوني إغلاق سفارته في العاصمة الأيرلندية دبلن، في خطوة وصفها هاريس بأنها "دبلوماسية تشتيت الانتباه".
تصريحات نارية من دبلن
قال هاريس في لقاء مع الصحفيين بمدينة دون لوغيري: "هل تعرفون ما الذي يجب إدانته؟ قتل الأطفال، أعتقد أن هذا شيء يجب إدانته، هول الوفيات بين المدنيين في غزة وترك الناس يواجهون الجوع وعدم تدفق المساعدات الإنسانية هي جرائم لا يمكن السكوت عنها".
وأشار إلى أن قرار إغلاق سفارة الاحتلال كان "مؤسفًا للغاية"، لكنه أكد أن أيرلندا ستواصل اتصالاتها الدبلوماسية ولن تتراجع عن مواقفها.
وتابع هاريس بنبرة حازمة: "اليوم، جميعكم تسألون عن موقف أيرلندا، لكن ماذا عن ممارسات إسرائيل؟ ماذا عن الجرائم التي ارتكبها نتنياهو بحق الأطفال الأبرياء في غزة؟ هذه ليست سوى دبلوماسية تدمير".
ردود فعل متبادلة
من جانبه، وصف وزير خارجية الاحتلال، جدعون ساعر، قرار إغلاق السفارة بأنه رد على "السياسات المناهضة لإسرائيل" التي تنتهجها أيرلندا؛ لكنه لم يتوقف عند ذلك، بل هاجم الرئيس الأيرلندي، مايكل هيغينز، الذي كان قد اتهم الاحتلال الصهيوني بانتهاك سيادة ثلاث دول، هي لبنان وسوريا ومصر، وقال بأن سلطات الاحتلال "مهتمة بإقامة مستوطنات في مصر".
ووصف ساعر تصريحات هيغينز بأنها "مجموعة من الأكاذيب"، معتبراً أنها تشكل "افتراءً على إسرائيل".
خلفية التوتر
شهدت العلاقات بين أيرلندا والاحتلال الصهيوني توترات شديدة خلال السنوات الأخيرة بسبب مواقف أيرلندا الصريحة في دعم القضية الفلسطينية.
ودأبت دبلن على انتقاد سياسات الاحتلال الصهيوني، خاصة فيما يتعلق بالهجمات العسكرية على غزة والاستيطان في الأراضي المحتلة.
كان البرلمان الأيرلندي من بين أوائل البرلمانات الأوروبية التي اتخذت مواقف واضحة لدعم حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك الدعوة إلى فرض عقوبات على الاحتلال الصهيوني.
كما دعمت أيرلندا عدة قرارات تدين الاستيطان وعمليات الإعدام الميداني والاعتقالات الجماعية.
أيرلندا في مواجهة الإبادة الجماعية
في خطوة أخرى تؤكد تصاعد حدة المواقف، أعلنت أيرلندا الأسبوع الماضي انضمامها إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد الاحتلال الصهيوني..
تتهم الدعوى الاحتلال الصهيوني بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، وهو ما يزيد من عزلة تل أبيب دوليًا.
ضحايا العدوان في غزة
منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة في 7 أكتوبر 2023، تجاوزت حصيلة الشهداء والجرحى الفلسطينيين 152 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، مع تسجيل أكثر من 11 ألف مفقود.
التصعيد الصهيوني جاء بدعم أمريكي واسع، مما زاد من غضب المجتمع الدولي، وخصوصًا أيرلندا، التي أعربت عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني.

