تشير التقارير الصحفية الدولية إلى أن عبد الفتاح السيسي يعيش حالة من الارتباك الشديد والخوف العميق بعد تطورات الأحداث في سوريا، التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد، وتحقيق انتصار للثورة السورية.
هذا الحدث التاريخي وضع السيسي في موقف حرج، خاصة مع ما يشهده نظامه من أزمات اقتصادية خانقة وقمع سياسي متزايد، وهو ما يراه كتهديدٍ مباشر لحكمه.
تشابه بين السيسي والأسد
وقد سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على التشابه بين نظام السيسي ونظام الأسد، مشيرة إلى أن السيسي أصبح يدرك أن مصير الطغاة واحد مهما طال الزمن.
هذا التوقع هو ما يفسر حالة الرعب خصوصًا في ظل تصاعد القمع والانهيار الاقتصادي، وهي نفس العوامل التي أدت إلى سقوط الأسد.
كما وصفت الصحيفة الأمريكية السيسي وبشار الأسد بأنهما "وجهين لعملة واحدة" في ما يتعلق بسياسات القمع وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
الصهاينة وأمريكا.. دعم حاسم لنجاة السيسي
وفي تحرك غير مسبوق، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن السيسي تواصل مع حكومة الاحتلال الصهيوني طالبًا دعمًا عاجلًا في مواجهة ما يراه تهديدًا متزايدًا لنظامه.
وبحسب الصحيفة، طلب السيسي من تل أبيب تقديم حلول لتهدئة الوضع في مصر، خوفًا من انتقال عدوى الثورة السورية إلى بلاده.
كما كشف مصدر آخر أن السيسي تواصل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ساعيًا للحصول على تأكيدات بأن نظام السيسي يحظى بدعم دولي في ظل الأزمة الراهنة.
ارتباك داخلي وتطمينات زائفة
في محاولاته للسيطرة على الوضع الداخلي، عقد السيسي اجتماعًا طارئًا مع إعلاميين في محاولة لتهدئة الرأي العام وإظهار سيطرته على الموقف.
وفي هذا الاجتماع، ظهر السيسي في حالة من الارتباك والقلق، محاولًا طمأنة أنصاره عبر تصريحاته الشهيرة "متقلقوش".
هذه التصريحات لم تُقنع الجميع، حيث اعتبرها البعض مجرد تطمينات زائفة لا تخفي حقيقة أن نظام السيسي يواجه تحديات هائلة.
الأزمة الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية
الاقتصاد المصري يعاني من أزمات خانقة، حيث ترتفع الأسعار بشكل غير مسبوق، بينما يتدهور مستوى الخدمات العامة.
ومع استمرار الفشل الاقتصادي واعتماد حكومة السيسي على القروض الخارجية وبيع أصول الدولة، بات الشارع المصري في حالة غليان، حيث أصبح المواطنون يتوقون للتغيير.
ويعكس هذا الوضع توترًا كبيرًا في نظام السيسي الذي يفقد جزءًا كبيرًا من شعبيته، مما يجعله في حالة دفاع مستمر ضد غضب الشعب الذي بات يُطالب بالعدالة والحرية.
هذه الأوضاع قد تُعجل بثورة شعبية جديدة تشبه ثورة 25 يناير، التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
قرارات حكومية للتخفيف من الغضب
في إطار محاولاته لتهدئة الأوضاع، أصدرت حكومة السيسي عدة قرارات تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي بشكل مؤقت، مثل صرف 800 جنيه حافزًا إضافيًا على مرتبات ديسمبر، ورفع أجور المدرسين العاملين بالحصة إلى 50 جنيهًا للحصة الواحدة بدلاً من 20 جنيهًا.
هذه القرارات جاءت في وقت حساس مع اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير، حيث يحاول نظام السيسي منع اندلاع احتجاجات واسعة قد تؤدي إلى تغيير سياسي في البلاد.
خطط لتخفيف أحمال الكهرباء
إضافة إلى هذه القرارات، أكد رئيس حكومة السيسي في تصريحاته أن الدولة تعمل على خطط لتخفيف أحمال الكهرباء خلال الصيف المقبل، مؤكدًا على أن الدولة تحتاج إلى 4 آلاف ميجاوات إضافية لضمان استقرار الشبكة الكهربائية ومنع انقطاع الكهرباء.
ورغم هذه التطمينات، لا تزال الهموم الاقتصادية والاجتماعية تشكل مصدر قلق رئيسي لنظام السيسي.