أكد الدكتور سامي العريان الأكاديمي ومدير مركز دراسات الإسلام والشؤون العالمية أن الاحتلال الصهيوني لم يتمكن حتى الآن من القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، على الرغم من الهجمات المكثفة التي شنتها خلال الأشهر الماضية، والمقاومة ما زالت مستمرة في استنزاف قواته والتي لم تتمكن من إعلان أي انتصار حاسم ، مستبعدا احتمالية شن حرب برية شاملة على لبنان خاصة و أن ذلك قد يتطلب تدخلاً مباشرًا من الولايات المتحدة، وهو أمر مستبعد في ظل الظروف الراهنة.
وعلق العريان في حوار له في ضيافة الإعلامي شريف منصور على فضائية وطن عى التصعيد الصهيوني الأخير على جبهة لبنان، والتي استهدف خلاها أجهزة اتصال بيجر وأجهزة لاسلكية ، أعقبها بضربات جوية ، مؤكدا أن هذا التصعيد يعكس فشل الاحتلال الصهيوني في تحقيق أهدافه الكبرى على مدار 11 شهرًا، سواء في جبهة غزة أو لبنان ، وأن المقاومة الفلسطينية ما تزال تشكل تحديًا كبيرًا للاحتلال.
وأشار العريان إلى أن الاحتلال لم يتمكن حتى الآن من القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، على الرغم من الهجمات المكثفة التي شنها خلال الأشهر الماضية، فالمقاومة ما زالت مستمرة في استنزاف قوات الاحتلال ، لافتا إلى أن العدو ما زال عاجزًا عن تحرير عشرات الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى المقاومة دون تقديم تنازلات ، مما يزيد من الضغوط الداخلية عليه.
وأضاف العريان أنه على مستوى جبهة الشمال لم يتمكن جيش الاحتلال من إيقافها وهو ما جعل الاحتلال يعاني من ضغط شديد، لا سيما من قبل المستوطنين في الشمال الذين فرّ عشرات الآلاف منهم مع بداية الهجمات على غزة، ولم تستطع الحكومة إعادتهم حتى الآن، ويبدو أن التصعيد الصهيوني في لبنان يهدف إلى الضغط على المقاومة هناك لوقف دعم جبهة غزة، في محاولة لفصل الجبهات وإضعاف المقاومة.
وعن حالة الجيش الصهيون، أكد العريان أنها منهكة بشدة نتيجة المعارك المستمرة في غزة، ويعاني الجيش من نقص كبير في المعدات مثل الدبابات والمدرعات، ورغم هذا الإنهاك، يواصل جيش الاحتلال تصعيده على جبهة لبنان من خلال استقدام الفرقة 98 إلى الحدود، لكنها لا تزال مترددة في شن هجوم بري شامل، وذلك نظرًا للمخاطر الكبيرة التي قد تواجهها، مستشهدا بتجربة حرب عام 2006 عندما تعرضت القوات الصهيونية لخسائر فادحة خلال غزوها البري للبنان.
وأكد العريان أن الاختراقات الأمنية على جبهة لبنان هي اختراقات تكتيكية لم تحقق حتى الآن أهدافًا استراتيجية بالنسبة للاحتلال الذي يستهدف بضرباته الجوية ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة.

