استشهدت الناشطة الأمريكية التركية عائشة نور أزغي إيغي، يوم الجمعة، برصاص قناص من جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركتها في مظاهرة سلمية في بلدة بيتا، بمحافظة نابلس. كانت عائشة، البالغة من العمر 26 عامًا، ناشطة حقوقية ومتطوعة في حركة التضامن الدولية "ISM"، التي تدعم الفلسطينيين بطرق سلمية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وُلدت عائشة نور في ولاية أنطاليا جنوب تركيا، وانتقلت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة. درست علم النفس ولغات الشرق الأوسط في جامعة واشنطن، حيث أظهرت اهتمامًا كبيرًا بخدمة المجتمع والمساهمة في القضايا الإنسانية. في حسابها على موقع "لينكد إن"، تحدثت عائشة عن شغفها بالتطوع وخبراتها المهنية، بما في ذلك توجيه الطلاب وتقديم الدعم للأطفال المصابين بالتوحد، إلى جانب إنشاء استراتيجيات تسويقية فعالة.

عائشة نور شاركت في العديد من الأنشطة التطوعية داخل وخارج الولايات المتحدة، بهدف إحداث تأثير إيجابي في المجتمعات التي تعاني من نقص الموارد. عملت في شركات الأغذية وفي مكتب محاماة، وكان تطوعها مع حركة التضامن الدولية جزءًا من التزامها بالدفاع عن حقوق الإنسان ودعم الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

في 3 سبتمبر 2024، ذهبت عائشة إلى بلدة بيتا في نابلس، حيث كانت تشارك كمراقبة دولية في مظاهرة سلمية ضد الاحتلال. وفقًا لشهود عيان، كانت عائشة بعيدة عن منطقة الاحتجاجات الرئيسية عندما تم استهدافها من قبل قناص إسرائيلي، الذي أطلق النار عليها من سطح أحد المباني. تم نقلها إلى مستشفى فلسطيني، لكن جهود الأطباء لإنقاذ حياتها باءت بالفشل، لتفارق الحياة متأثرة بجراحها.

حركة التضامن الدولية أكدت أن عائشة نور كانت هدفًا متعمدًا للقناص الإسرائيلي، الذي أطلق عليها النار على الرغم من أنها كانت تمارس دورها السلمي كمراقبة. وأعربت زميلة لها في الحركة، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، عن حزنها العميق لفقدان صديقتها، قائلة: "عائشة كانت رفيقة دربي في فلسطين، وقد قُتلت بوحشية على يد قوات الاحتلال. إنها الآن واحدة من الشهداء الذين فقدوا حياتهم في هذا النضال".

في تعليق على استشهاد عائشة، قالت المحاضرة لبنى الزرو من جامعة واشنطن، التي كانت قد التقت عائشة مرة واحدة فقط: "كانت عائشة واحدة من ألطف النفوس التي قابلتها في حياتي. لقد جلبت لنا كعكة براوني في ذلك اليوم، وشاركناها مع أصدقائنا وعائلتنا. كانت عائشة متحمسة جدًا لخططها المستقبلية، حيث كانت تخطط لزيارة عائلتها في تركيا، وأيضًا لزيارة فلسطين".

تابعت الزرو قائلة: "حدثتني عائشة عن خططها لفصل الصيف وعن رحلتها المقبلة إلى فلسطين. لقد وعدتني بأنها ستزور عائلتي في الخليل. لم أكن أتخيل أنها ستفارقنا بهذه السرعة. لقد كانت إنسانة مليئة بالحياة والطموح، وفقدانها هو خسارة كبيرة لنا جميعًا".

استشهاد عائشة نور يأتي في سياق الحملة المستمرة ضد الناشطين الدوليين الذين يدعمون الفلسطينيين في نضالهم ضد الاحتلال. فقد كانت هذه الناشطة الشابة تمثل جسرًا بين الثقافات، تجمع بين تجربتها في الغرب ودفاعها عن الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني. وفاتها تسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها النشطاء الدوليون في الأراضي المحتلة، وتبرز استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لكل من يقف إلى جانب الفلسطينيين في مقاومتهم السلمية.

كانت عائشة نور تعتزم مواصلة نشاطها الإنساني في فلسطين، إلا أن قناصًا إسرائيليًا أنهى حياتها قبل أن تحقق المزيد من أحلامها. تظل ذكراها خالدة في قلوب من عرفوها وتعاملوا معها، وسيبقى استشهادها شهادة على الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني والناشطون الذين يساندونه.