رغم أن التطبيع السعودي الإسرائيلي قد يبدو وكأنه بعيد المنال، أشار موقع "المونيتور" إلى أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يقيم ثمن التطبيع بين إسرائيل والسعودية وكأنه حتمي.
وقال "المونيتور" في تحليل كتبه "أندرو باراسيليتي": "بالنظر إلى حكومة إسرائيل اليمينية المنقسمة وتقارب الدول العربية مع إيران، كتب الصحفي الإسرائيلي "بن كاسبيت": "كان يجب أن ينحسر حلم السلام بين إسرائيل والسعودية إلى عالم الخيال العلمي. من المدهش أنه لا يزال حقيقيًا".
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع لـ"كاسبيت" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" "يحلم" بالتطبيع بين إسرائيل والسعودية. 
بالنسبة لـ"نتنياهو"، فإن تحوله إلى نجم تاريخي آخر كرجل دولة سيكون بمثابة راحة من معاناة السياسة الداخلية الإسرائيلية. 
ولكن يبقى الاتفاق مع السعودية على رأس أولويات "نتنياهو"، إلى جانب منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهما بالطبع مرتبطان. وفي حين أن "نتنياهو" يشعر بالرضا عن إعاقة الاتفاق النووي الإيراني وزيادة التنسيق الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بإيران، فقد أصبح إصلاح السياج الإقليمي مع الجمهورية الإسلامية مصدر قلق.
رغبة "نتنياهو" في دفع "ثمن باهظ" للتطبيع مع السعودية أمر مفروغ منه، كما يلاحظ "كاسبيت". ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء "محمد بن سلمان" يريد ذلك أيضًا، لكن بشروطه. وتبحث السعودية عن صفقة شاملة بمزيد من الفوائد والتأثيرات، والتي تميز هذه الاتفاقية عن اتفاقيات أبراهام.

الولايات المتحدة طرف في التطبيع
وذكر "المونيتور" أن الولايات المتحدة ليست مجرد وسيط في هذه المفاوضات، بل هي طرف ثالث؛ ففي مقابل التطبيع، ورد أن الرياض تسعى إلى الارتقاء بالشراكة الأمنية الأمريكية السعودية إلى المستوى التالي - الوصول إلى أنظمة الأسلحة الأكثر تقدمًا (على قدم المساواة مع إسرائيل)، ومعاهدة دفاعية، واتفاقية تعاون نووي مدني بين الولايات المتحدة والسعودية.
سيتطلب كل من هذه المتطلبات الثلاثة التي تم الإبلاغ عنها موافقة الكونجرس، ولكن يشعر بعض أعضاء الكونجرس بالقلق بشأن سجل المملكة الحقوقي وسلوكها في الحرب في اليمن.
واعتبر "المونيتور"، أن أفضل فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي مدني ستكون على غرار الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والإمارات، والذي يُعرف بـ "المعيار الذهبي" لأنه لا يشمل تخصيب اليورانيوم أو تكريره أو تخزينه على الأراضي الإماراتية. من غير المؤكد ما إذا كانت السعودية ستقبل هذه القيود. 
ستستفيد السعودية أيضًا من زيادة المشاركة والاستثمار من الصناعات التكنولوجية الإسرائيلية، بالنظر إلى برنامج التنمية التوسعي لرؤية 2030 في المملكة.
وهناك الآن تقارير تفيد بأن السعودية قد توافق قريبًا على رحلات جوية مباشرة للمسلمين في إسرائيل لأداء فريضة الحج، والتي كانت قيد المناقشة منذ أكثر من عام.
وذكر "المونتيور" أن إدارة "بايدن" تجعل التطبيع السعودي الإسرائيلي أولوية. ولعل من المستغرب أن التصعيد الأخير في التوترات الإسرائيلية الفلسطينية لم يؤثر أو يبطئ بعد مسار المفاوضات بين الأطراف الثلاثة، وكلهم يريدون ذلك. وبالنظر إلى المخاطر في المنطقة، فإن التقدم لا يأتي بسهولة أو بسرعة.
"نتنياهو" لا يمانع  تعزيز العلاقات مع إدارة "بايدن" التي قد تأتي من صفقة سعودية، رغم أنه حتى الآن لم يتلق دعوة لزيارة البيت الأبيض. وقال "كاسبيت": "الوضع في القدس يزداد صعوبة: إدارة "بايدن" لا تخفي كراهية واضحة لسياسات الزعيم الإسرائيلي وحكومته القومية الراديكالية العنصرية".
بالنسبة للرئيس الأمريكي "جو بايدن"، فإن التطبيع بين إسرائيل والسعودية سيمثل تقدًما كبيرًا في السلام في الشرق الأوسط. وفي حين أن الطلبات السعودية من الكونجرس الأمريكي كبيرة، فإن دعم إسرائيل من شأنه أن يساعد في تسهيل العملية مع كل من الديمقراطيين والجمهوريين. كما أن تركيز إدارة "بايدن" على الدبلوماسية وخفض التصعيد سهّل هذا الأمر؛ حيث كانت المشاركة الأمنية الإقليمية التي تطورت موضع حديث الاستراتيجيون والأكاديميون والمحللون الإقليميون ولم يتوقعوه أبدًا. والآن يحدث ذلك على مرأى ومسمع من "بايدن".


التقارب السعودي الإيراني يدحض جهود الصين   
دور الولايات المتحدة في التطبيع الإسرائيلي السعودي، وفي منتديات مثل منتدى النقب (الذي يضم الولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب ومصر) هو أيضًا تذكير بأن الصين لا يمكن أن تنافس الدبلوماسية والنفوذ الأمريكي.
وختم "المونيتور": "التقارب الإيراني السعودي، الموقع في الصين، يجب ألا يكون مضللًا؛ حيث لجأا السعودية إلى الصين في اللحظة الأخيرة للإشراف على تقاربها مع إيران، والذي سهله العراق في عهد رئيس الوزراء السابق "مصطفى الكاظمي".
وتابع: "نظرًا لأن الولايات المتحدة ليس لها نفوذ على الجمهورية الإسلامية، فقد جعلت الرياض بكين أقرب. وقد رحبت إدارة "بايدن" بالخطوة، لأنها تكمل مبادرات شركائها ولا تتحدى نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها. التطبيع بين إسرائيل والسعودية، إذا حدث، سيكون صفقة تتم في واشنطن".

https://www.al-monitor.com/originals/2023/05/biden-gives-priority-israel-saudi-normalization