يطرح الداعية خالد حمدي صفات الخبيئة التي ينبغي أن تكون للمتاجرين مع الله تعالى، تعرف إليها في السطور التالية:

التجار الأذكياء يتركون من وراء تجارتهم بعض المُدَّخرات...حتى إذا بارت تجارتهم،أو تأخرت أرباحهم عمدوا إلى بعض مدخراتهم فتصرفوا فيها...
والمتاجرون مع الله كذلك...
لهم خبيئات ادخروها، وعند من عملوها من أجله سبحانه استودعوها...
فإذا ما ضاقت بهم السبل يوما أو أحيط بهم عمدوا إلى دمعاتهم الساخنات ونفقاتهم الخفيات، وأعمالهم الصالحات المرجوات فسألوا الله بهم فانكشفت كربهم...
لأن هناك ساعات لا يصلح معها إلا هذا النوع من الطاعات...
وعلى قدر إمعانك في الإخفاء يكون القبول والعطاء..
حدث هذا لأصحاب الغار الثلاثة كما تعلمون..
وحدث مع سارة يوم استغاثت بالله من النمروذ ذاكرة بينها وبين ربها أرجى ما عندها..
وحدث مع أحبة أعرفهم...يأتيهم البلاء فينتقون له عملا من أعمال الخفاء فما يلبث حتى ينفرج وينزاح!! 
والكربات يا أصيحابي لا بد لها من خبيئات...ولكل كرب ما يليق به من خبيئة.
فما أندى صوتك في السماء وأنت تسأل الله عند كربك بعمل بِكرٍ لم يطلع عليه إلا هو سبحانه!!
وبعضنا يضيق صدره لبلية أصابته فيلتفت يمنة ويسرة يبحث عن لسان يدعو له أو يد ترفع له، بينما هو يملك مخزونا هائلا من مخزونات أصحاب الغار ما لو دعا الله بإحداها لفرج الله عنه وعمن حوله.

جرب أن تسأل الله بوالد بررته،أو رحم وصلتها،أو يتيمة زوجتها، أو حق رددته،أو ركعة مخبوءة ركعتها، أو خطوة من أجل الله مشيتها، أو ألم في الله احتملته،أو دَين عن معسر قضيته أو أسقطته...

جرب أن تتوسل إلى الله بمخبوء العمل والمُرجى قبوله منه... ستجد نفسك تسأل الله بأروع الأسرار...خفايا الأبرار.
وظني بالله الذي تعبَّدنا بسؤاله بخالص العمل...ألا يرد دعاءنا أو يؤخره إلا لحكمة أو منزلة يدخرها لصاحبها يدهشه بها عندما يحين موعد كشفها.
انقطع بي السبيل يوما إلا من طريق السماء فتمتمت بدعوة كدعوات أصحاب الغار فانفرجت صخرتي فاقشعر بدني فرحا بتفريج الكرب،وفرحا بأن أصحاب المعاصي مثلي لم يحرمهم الله عطاءه بذنوبهم!! 
أخرجوا من خزائنكم ما تظنونه مقبولا من الأعمال...واستغيثوا بها ذا الجلال...
فصخرات غارنا تحتاج لأن نتعامل معها كما تعامل من قبلنا...
كثرة الاستغاثات...بالمخبوءات من الأعمال الصالحات.