سجلت الصين حصيلة يومية مرتفعة لأعداد المصابين بفيروس كورونا، وبلغت رقماً غير مسبوق منذ بدأ الفيروس بالتفشّي قبل حوالي ثلاث سنوات، وذلك على الرّغم من الإجراءات الصارمة التي تفرضها السلطات من فحوصات واسعة النطاق وقيود على التنقّلات، وإغلاق لأحد أكبر المقاطعات في البلاد.


وقال مكتب الصحة الوطني إنّ عدد الإصابات المحلّية الجديدة التي سجّلت يوم الأربعاء بلغ 31.454 إصابة، بينها 27.517 حالة بدون أعراض.


وهذه الحصيلة هي أعلى من الرقم القياسي البالغ 29.390 إصابة والمسجّل في منتصف نيسان/ أبريل عندما كانت شنغهاي - ثالث أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان - ترزح تحت إغلاق عام وكان سكّانها يكافحون لشراء الطعام والحصول على الرعاية الطبية.


وعلى إثر ارتفاع أعداد المصابين، فرضت السلطات في تشنغتشو، المدينة الواقعة في وسط الصين والتي تضمّ مصنعاً ضخماً لهواتف آيفون، إغلاقاً عاماً في العديد من أحياء وسط المدينة لمكافحة الفيروس، بعدما أثار تفشّي الفيروس احتجاجات عنيفة وحالة ذعر.


وقالت السلطات إنّه لم يعد يُسمح لسكان وسط المدينة بمغادرة المنطقة من دون إبراز نتيجة سلبية لاختبار كوفيد والحصول على إذن من السلطات المحليّة بذلك، ونصحتهم بعدم مغادرة منازلهم "إلا عند الضرورة".


وأضافت أنّ هذه القيود ستسري اعتباراً من منتصف ليل الخميس-الجمعة لمدة خمسة أيام على أكثر من 6 ملايين شخص، أي نصف سكان المدينة تقريباً.


ويفرض القرار الصادر الأربعاء على جميع السكّان القاطنين في ثمان من مناطق المدينة بالخضوع لاختبار "بي سي آر" بصورة يومية وعلى مدار أيام الإغلاق العام الخمسة.


ويأتي هذا الإجراء بعد أن تظاهر مئات العمال في أكبر مصنع لهواتف آيفون الأمريكية في المدينة. والمصنع الذي تملكه شركة فوكسكون التايوانيّة يخضع لقيود صارمة لمكافحة كوفيد.


ويعمل في هذا المصنع الضخم أكثر من مئتي ألف شخص يتم إيواؤهم بصورة عامة في الموقع، وقد فرضت عليهم تدابير حجر منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر بعد الكشف عن وجود بؤرة من الإصابات بكوفيد.


والصين التي يبلغ عدد سكّانها أكثر من 1.2 مليار نسمة هي القوة الاقتصادية الرئيسية الوحيدة في العالم التي لا تزال تحاول وقف تفشّي الفيروس في البلاد من خلال إغلاق مدن بأكملها ووضع المخالطين للمرضى في حجر صحي صارم.


وشهدت العاصمة الصينية في الأيام الأخيرة تفشياً للوباء بشكل لم يسبق له مثيل منذ بدأ فيروس كورونا بالتفشي قبل حوالي ثلاث سنوات.


وتتمسّك ثاني قوة اقتصادية في العالم بتطبيق سياسة صفر كوفيد من خلال فرض تدابير إغلاق مفاجئة وعمليات فحص واسعة النطاق وحجر صحي صارم للسيطرة على تفشي الوباء، وهي سياسة نجحت في المراحل الأولى من انتشار الفيروس.


لكنّ موجة الإصابات الأخيرة تشكّل اختباراً لمدى قدرة هذه السياسة على الصمود، في وقت يسعى فيه المسؤولون لتجنّب إغلاق على مستوى مدن بأكملها كما حصل في شنغهاي لمدة شهرين في أبريل.


وبينما تجنّبت العاصمة حتى الآن الخضوع لإغلاق شامل، فُرضت إجراءات إغلاق على أبنية محددة بينما اصطف السكان في طوابير لإجراء فحوص كوفيد، إذ إنّ العديد من الأماكن العامّة تلزم السكان الحصول على فحص بنتيجة سلبية لا تزيد مدّته عن 24 ساعة كشرط للدخول.