يميل أكثر الموظفين إلى العمل من المنزل بدلاً من الشركات والمؤسسات والمكاتب، خاصة بعد اجتياح فيروس كورونا جميع بلدان العالم، ويشعر أكثر الموظفين براحة ليس لها مثيل، ويودون لو دام الحال على ذلك دائمًا.

على سبيل المثال، فرضت شركة "بلاك روك" (BlackRock) العمل من المكتب لثلاثة أيام في الأسبوع. في حين أن شركة "أبل" اختارت ثلاثة أيام محددة للعمل من المكتب، وهي الاثنين والثلاثاء والخميس، لكنها اتخذت قراراً في ديسمبر بتأجيل عودة الموظفين إلى مكاتبها، والتي كانت مقررة في الأول من فبراير، ولم تحدّد موعداً جديداً للعودة بسبب الاضطرابات التي سببها تفشي متحور "أوميكرون".

 

العمل من المنزل أفضل

وحسب مسح نشره معهد «إيفو» الألماني المرموق للبحوث الاقتصادية، يعمل الموظفون، بجميع القطاعات في 27 دولة شملها الاستطلاع، من المنزل بمعدل 1.5 يوم في الأسبوع.

وأثبت استطلاع للرأي أجراه معهد أبحاث السوق البريطاني «ريسبوندي» على حوالي 36 ألف مشارك أن الموظفين يفضلون العمل من المنزل أكثر من رؤسائهم.

وفي استطلاع آخر أجرته مؤسسة جالوب مؤخرًا، فإن من بين العمال الذين لديهم وظائف يمكن القيام بها عن بعد، عمل 40% إما بشكل حصري (8%) أو جزئيًا (32%) عن بعد قبل الجائحة، لكن 91% من العمال القادرين على العمل عن بعد يفضلون ذلك بعد بشكل حصري أو جزئي بعد الجائحة، وفقًا لـ"العين الإخبارية".

ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن العمال قد ذاقوا الآن فوائد العمل عن بعد، ففي استطلاع أجراه مركز بيو، قال 44% من العمال المستجدين على العمل عن بعد، إنه يجعل من السهل إنجاز العمل والوفاء بالمواعيد النهائية، في حين يقول 46% إن من السهل إنجاز العمل كما هو الحال في المكتب، وقال 64% إنه جعل من السهل تحقيق التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية.

 

7 فوائد للعمل عن بعد

ونتناول فيما يلي سبعة أسباب عن فوائد العمل عن بُعد، وكم هو مفيد للعامل ورب العمل على السواء، وفقًا لمدونة "بعيد".

1. العمل عن بعد يزيد الإنتاجية

وجدت دراسة أنّ العمل عن بعد يحسّن أداء وإنتاجية الموظفين بنسبة 13%. وعزت الدراسة هذا الأمر إلى أنّ الموظفين الذين يعملون عن بعد كانوا أقل عرضة لتضييع الوقت بسبب التأخر في الوصول إلى مقر العمل، أو الدردشة مع الزملاء، فبيئة العمل المكتبية كما وصفتها الدراسة “مليئة بعوامل التشتيت”، كما أن الموظف يمكنه العمل من البيت في الظروف المناخية السيئة، وحتى لو كان مريضًا فلن يعرّض صحة زملائه للخطر.

2. آفاق أوسع للموظف وصاحب العمل

تتيح هذه الميزة لأصحاب العمل أن يكونوا منفتحين في البحث عن الكفاءات والمواهب، فيمكنهم توظيف أي شخص من أي مكان في العالم. الأمر ذاته بالنسبة للموظفين، فلن يكونوا مضطرين لأن يقصروا بحثهم عن العمل في المنطقة الجغرافية التي يعيشون فيها، بل يمكنهم أن يعملوا مع أي شركة بغض النظر عن مقرها، حتى لو كانت في بلد آخر دون أن يكونوا مضطرين للهجرة أو السفر.

3. يساعد الشركات على الحفاظ على موظفيها المتميزين

يقول 95% من أرباب العمل أنّ العمل عن بعد ساعدهم كثيرًا على الحفاظ على الموظفين، خاصة وأن توظيف وتدريب الموظفين الجدد مكلف جدًا، وقد لا يتمكن بعض الموظفين من التنقل يوميًا إلى مقر العمل لأسباب شخصية، أو لبعد المسافة ما بين السكن والعمل؛ إنّ إعطاءهم خيار العمل عن بعد سيمكنك من الاحتفاظ بهم، ويجنّبك عناء البحث عن موظف آخر ليشغل ذلك المنصب. ويوفر عليك تكاليف تدريبه وتوجيهه.

4. العمل عن بعد يرفع المعنويات ويحسن جودة العمل

الموظفون عن بُعد في العادة يكونون أكثر صحة، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية. وفقًا لمركز The Sloan Center on Aging & Work في كلية بوسطن، حيث أظهرت دراسة شملت أكثر من 19000 موظف في تسع شركات مختلفة أن التوتر والإرهاق كانا أقل لدى الموظفين عن بعد. كما تشير الدراسات أيضًا إلى أنّ المرونة في العمل مفيدة للدماغ، مما يؤدي إلى إبداع أكثر في العمل.

5. العمل عن بعد يخفض من التكاليف

يوفر التوظيف عن بعد شراء أو تأجير مقرات العمل، كما يوفر تكاليف المكاتب والمعدات والتجهيزات، مثل خزائن الملفات، والكراسي، وأجهزة الكمبيوتر والطابعات والأوراق، والقهوة والمياه، ورسوم مواقف السيارات، واستهلاك الكهرباء. كما يفيد العمل عن بعد الموظفين في توفير الأموال التي ينفقونها على التنقل يوميًا إلى مقرات العمل أو تناول وجبات غذائية.

6. صحة أفضل

متوسط المدة التي يقضيها الموظف للانتقال إلى مقر العمل هي 26.4 دقيقة، مما يعني أننا نقضي ما يقرب من 220 ساعة في السنة في التنقل من مقر العمل وإليه. أظهرت الأبحاث أنّه كلما زادت المدة التي يقضيها الموظف في طريق العمل زادت فرص إصابته ببعض الأمراض، مثل ارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، وآلام الظهر والرقبة، والاكتئاب. كما أنّ الانتقال يوميًا إلى مقرات العمل يزيد فرص التعرض لحوادث السير.

7. ساعات العمل الإضافية

جنّب موظفيك عناء التنقل يوميًا إلى مقرات العمل ومنها، وستتيح لهم وقتًا أطول للعمل وتطوير مهاراتهم. وسيكون من الصعب عليك إقناع الموظفين أن يبقوا طوال الليل في مقر الشركة، خصوصًا إن كانت لهم التزامات عائلية، لكن إن كانوا يعملون من المنزل، فالساعات الإضافية لن تكون مشكلة، وسيكونون أكثر استجابة وتقبلا لها.