توصل باحثون من المعهد الوطني للصحة في البرتغال لأول مسودة لجينوم الفيروس المسؤول عن الإصابة بجدري القرود على الإنترنت.

ونشر الباحثون تقريبا يوضح تسلسل الحمض النووي، وأنه من النوع المعتدل في غرب إفريقيا، والذي سبق اكتشافه في بريطانيا، وسنغافورة، والكيان الصهيوني، في 2018 و2019.

وقال فريق البحث: “وقت كتابة هذا التقرير كانت هناك 127 حالة مؤكدة ومحتملة في 10 دول، ويُعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى”، وفقا لموقع “نيو ساينتست”.

ودعت منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، إلى عقد اجتماع طارئ لفريق من كبار الخبراء لمناقشة تزايد حالات الإصابة بجدري القرود، بعد تضاعف عدد الحالات المكتشفة في بريطانيا، وفقًا لـ”العربية”.

وستكون أهم الموضوعات المطروحة للنقاش هي كيفية انتشار الفيروس، والوضع بالنسبة للتطعيم المناسب ضده.

وأكد وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، تسجيل 11 حالة إصابة جديدة، توصف بأنها خفيفة، بجدري القرود في المملكة المتحدة، وفقًا لـ “إندبندنت”.

وكانت بريطانيا قد أعلنت من قبل عن تسجيل 9 حالات بجدري القرود، وكانت الحالة الأولى بينهم لمواطن بعد عودته من السفر إلى نيجيريا، وبذلك يرتفع عدد إصابات جدري القرود في بريطانيا إلى 20 حالة.

وأعلنت السلطات الإسبانية، أمس، تسجيل 14 إصابة جديدة مؤكدة بجدري القرود.

وأوضحت وزارة الصحة الإسبانية، أن تسجيل الإصابات الجديدة يأتي وسط مؤشرات على انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم.

كما ارتفعت إصابات المرض في البرتغال إلى 23 حالة مؤكدة، وحسب تأكيدات وزير الصحة الألماني، فإن عدوى جدري القرود لا تنتقل بسهولة.

وقال الدكتور فيفيك مورثي، الجراح الأمريكي العام، في برنامج New Day: "في هذا الوقت، لا نريد إثارة قلق الناس.. هذه الأرقام ما زالت متدنية.. نريدهم أن يطّلعوا على العوارض والتواصل مع الطبيب إذا كان لديهم أي شكوك"، وفقًا لـ"CNN".

نشأة "جدري القردة"

وجاءت تسمية "جدري القردة" عام 1958، عندما "تفشى مرض شبيه بالجدري مرتين في مستعمرات أبحاث خاصة بالقردة".

وأضافت الوكالة أن الناقل الرئيسي لمرض "جدري القردة" ما زال مجهولًا رغم أن "القوارض الأفريقية يشتبه في أنها تلعب دورًا بانتقال العدوى".

وأوضحت أن أول حالة معروفة من "جدري القردة" لدى البشر "سُجلت عام 1970، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، خلال مرحلة بذل جهود مكثفة للقضاء على الجدري".

وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها إن "جدري القردة" عاود الظهور في نيجيريا عام 2017، بعد مرور 40 عامًا لم يبلغ خلالها عن أي حالة إصابة.

ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن أكثر من 450 حالة في نيجيريا، وما لا يقل عن ثماني حالات معروفة تم تصديرها دوليًا.

وقالت الوكالة إن تفشي المرض قد حصل في الولايات المتحدة عام 2003، بعدما أصيب 47 شخصًا بالمرض في ست ولايات، بسبب اتصالهم بكلاب مروج أليفة.

وأفادت الوكالة أنّ "الحيوانات الأليفة أصيبت بالعدوى بعد إيوائها بالقرب من ثدييات صغيرة مستوردة من غانا.. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم الإبلاغ فيها عن جدري القردة البشري خارج أفريقيا".

أهم العوارض

أوضحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أنّ هناك فترة حضانة تتراوح بين 7 و14 يومًا.

وتشبه العوارض الأولية تلك التي نصادفها عند الإصابة بالإنفلونزا، مثل الحرارة، والقشعريرة، والإرهاق، والصداع، ووهن في العضلات، يليها تورّم بالغدد الليمفاوية، ما يساعد الجسم بمكافحة العدوى والمرض.

وقالت الوكالة إنّ "السّمة التي تميّز الإصابة بجدري القرود عن مرض الجدري هو تورّم الغدد الليمفاوية".

بعدها يظهر طفح جلدي على نطاق واسع على الوجه والجسم، يطال داخل الفم وراحتي اليدين وباطن القدمين.

ويكون الطفح الجلدي عادة مؤلمًا، عبارة عن حبوب تحتوي على سائل، محاطة بدوائر حمراء.

وقالت الوكالة إن الحبوب تتقشّر وتختفي خلال فترة تتراوح بين أسبوعين و3 أسابيع.

وفي بيان، أوضح جيمي ويتوورث، أستاذ الصحة العامة الدولية في مدرسة لندن للصحة العامة وطب المناطق الحارة أنّ "العلاج مفيد عمومًا، لكن ما من أدوية محددة متاحة.. رغم ذلك، ثمة لقاح يمكن إعطاؤه لمنع تطور المرض".

كيف ينتشر "جدري القردة"؟

يقول الخبراء إن الاتصال الوثيق بالفرد المصاب هو المسبب لانتشار فيروس "جدري القردة"، وقد يحدث عن طريق الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح والأغراض الشخصية الملوثة.

وأوضح الطبيب، مايكل سكينر، العضو بكلية الطب في قسم الأمراض المعدية في "إمبريال كوليدج لندن"، في بيان: "عندما تلتئم التقرحات، يمكن أن تتساقط القشرة (التي قد تحمل فيروسًا معديًا) على شكل غبار يمكن استنشاقه".

وقال مايكل هيد، زميل أبحاث أول في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة: "يمكن أن يشكل جدري القردة عدوى خطيرة، إذ أسفرت عن معدل وفيات جراءه ناهزت نسبة 1٪ من حالات تفشي أخرى.. وغالبًا ما يحصل ذلك في الأماكن منخفضة الدخل جراء عدم التمكن من الحصول على الرعاية الصحية".

وبحسب ما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، يمكن للمطهرات المنزلية الشائعة أن تقتل فيروس "جدري القردة".

كما ينتقل المرض عندما يتعرض الشخص للاتصال مع الحيوان أو الإنسان المصاب بالفيروس أو السوائل والإفرازات.

أما الانتقال بين الإنسان والحيوان فقد يحدث عند العض والخربشة من الحيوان المصاب.

طرق الوقاية

هناك عدة نصائح أوصت بها العديد من الهيئات الصحية العالمية للوقاية من مرض جدري القردة كالتالي:

1- أثناء السفر ابتعد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان والتزم بلبس الكمامة وتعقيم الأيدي بشكل مستمر

٢- عليك مراجعة الطبيب في حال ظهور طفح جلدي بعد الإصابة بارتفاع درجة الحرارة وخاصة في حال كنت عائدا من السفر خلال 21 يوما الماضية لبدء الأعراض

٣- اعزل نفسك في حال الإحساس بارتفاع درجة الحرارة أو ظهور الطفح الجلدي حتى موعد استشارة الطبيب