أفادت مصادر أمنية وطبية فلسطينية، مساء الأحد، وفجر الاثنين، عن سقوط 9 شهداء فلسطينيين جراء عشرات الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مخيم البريج، وسط قطاع غزة، ومدينة رفح جنوبه، 7 منهم من "كتائب القسام"، فضلاً عن إصابة عدد من الاشخاص بجروح. 

 
وجاءت الغارات الإسرائيلية، بعد نجاة مجموعتين تابعتين للمقاومة الفلسطينية، من استهداف طيران الاستطلاع الإسرائيلي، شمالي القطاع.
 
وقال مصدر طبي، فجر الاثنين، إن المقاومين في "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، عبد الرحمن الزاملي وإبراهيم البلعاوي، استشهدا جراء قصف طائرات الاحتلال مجموعة من المقاومين في محيط مطار غزة الدولي المدمر، شرقي مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
 
وفي وقت لاحق، أعلنت "القسام" أن ستة من عناصرها، بينهم الزاملي والبلعاوي، استشهدوا في أحد أماكن عمل المقاومة في "نفق" جنوبي قطاع غزة. ولم تتمكن الطواقم الطبية من انتشال جثامين الآخرين حتى ساعات الفجر الأولى.
 
كما قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن المواطنين مروان اسليم (23 عاماً)، ومازن الجربا (30 عاماً)، استشهدا جراء قصف الاحتلال لمخيم البريج، وسط القطاع، فيما أصيب شخص ثالث بجروح متوسطة، نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
 
وقالت مصادر في المقاومة إن الشهيدين يتبعان لأحد الأجنحة العسكرية لحركة "فتح"، غير أنه لم يصدر أي تبنٍ رسمي لهما حتى الساعة.
 
وسبق الغارات إعلان المقاومة عن نجاة مجموعتين، كانتا تستعدان لإطلاق صواريخ محلية الصنع على الأراضي المحتلة، رداً على العدوان الإسرائيلي، في منطقة التوام وبلدة بيت حانون، شمالي القطاع. وقالت "ألوية الناصر صلاح الدين" إن مقاومي بيت حانون المستهدفين يتبعون لها.
 
وشنّ الطيران الحربي للاحتلال سلسلة غارات على أراضٍ فارغة في مناطق مختلفة من القطاع، ولم يبلّغ عن وقوع إصابات. 
 
وجاء ردّ المقاومة سريعاً، إذ تم إطلاق رشقة من الصواريخ على الأراضي المحتلة، فشلت منظومة "القبة الحديدية" في اعتراضها. وفي السياق، أعلنت "سرايا القدس" النفير العام في صفوف مقاوميها، وتوعدت "بردّ مؤلم على التصعيد الإسرائيلي في غزة".
 
وفي أول تعليق على الاعتداءات، حمّل الناطق باسم حركة "حماس"، فوزي برهوم، حكومة الاحتلال الإسرائيلي "مسؤولية تفجير الأوضاع مع الشعب الفلسطيني، من خلال استمرار حماقاتها وجرائمها وانتهاكاتها المتواصلة وسياستها العنصرية والخطيرة، كما ونبارك ثورة وانتفاضة شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس وداخل فلسطين ثورة الكرامة".
 
وفي نفس السياق اتّسعت دائرة المواجهات، ليل الأحد ـ الاثنين، في مناطق متفرقة من القدس المحتلة، فيما حاول شبان توسيعها في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بالقرب من نقاط الاحتكاك مع قوات الاحتلال، إلا أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قامت بمنع الشبان من الوصول إلى مناطق الاحتكاك.
 
واندلعت مواجهات عنيفة بين شبان مقدسيين وقوات الاحتلال، في كل من منطقة عين اللوز في حي سلوان، بالقدس المحتلة، وفي حي الطور، في المدينة المقدسة، حيث ألقى الشبان الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه جنود الاحتلال، الذين أطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل الصوت باتجاه المتظاهرين.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن سائق دراجة مقدسي أصيب بعيار مطاطي أطلقه عليه جنود الاحتلال خلال مروره في منطقة عين اللوزة.
وتجددت المواجهات في بلدة شعفاط، شمال القدس المحتلة، بين شبان البلدة وجنود الاحتلال، الذين ردوا باستخدام قنابل الصوت والعيارات المطاطية، في حين أطلق شبان ملثمون، في  محيط منزل عائلة الشهيد محمد أبو خضير، زخات من الرصاص الحي في الهواء، فيما دفعت قوات الاحتلال بمزيد من عناصرها إلى المدخل الجنوبي من البلدة.
 
كما دارت مواجهات عنيفة عند المدخل الشمالي لبلدة الرام، شمالي القدس المحتلة، وفق ما أفادت به مصادر محلية من البلدة.
 
وأضافت المصادر أن "عشرات الشبان رشقوا دوريات الاحتلال بالحجارة، وتقدموا نحو معسكر للجيش، وقذفوه بزجاجات حارقة، فيما رد جنود المعسكر بإطلاق النار وقنابل الغاز باتجاه الشبان".
 
وأكدت مصادر طبية في جمعية "اتحاد المسعفين العرب"، في القدس المحتلة، أن أربعة شبان أصيبوا برصاص الاحتلال، ثلاثة منهم بالرصاص الحي.
وأفاد شهود عيان من البلدة، لـ"العربي الجديد"، بأن المواجهات لا تزال متواصلة هناك، إذ يطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي، محاولين إبعاد الشبان عن معسكره المتاخم للرام.
 
العربي الجديد